يشير بحث جديد إلى أن مشاهدة فيديو قصير يمكن أن تساعد المراهقين في تغيير نظرتهم لأنفسهم وقدراتهم. يعتمد هذا البحث على مبادئ العقلية النامية التي تروج لفكرة أن السمات الشخصية يمكن أن تتغير على مر الزمن.
مفهوم العقلية النامية
العقلية النامية هي مفهوم يروج له العديد من الباحثين في مجال التعليم وعلم النفس، حيث يؤمن بأن القدرات والمهارات ليست ثابتة، بل يمكن تطويرها من خلال الجهد والتعلم. يعزز هذا المفهوم الفكرة بأن الفشل هو جزء من عملية التعلم والنمو، وليس نهاية الطريق.
في هذا السياق، تم تصميم فيديو قصير لعرض هذه الفكرة على المراهقين، بهدف تغيير تصوراتهم عن قدراتهم الشخصية وتحفيزهم على تبني منظور أكثر انفتاحًا ومرونة تجاه أنفسهم والعالم من حولهم.
نتائج الدراسة: تغيير في التصورات دون تأثير فوري على القلق والاكتئاب
على الرغم من أن الفيديو أثر بشكل واضح على كيفية تفكير الشباب في سماتهم الشخصية، إلا أنه لم يظهر تأثيرًا كبيرًا وفوريًا على مستويات القلق أو الاكتئاب. هذا يشير إلى أن الأدوات الإلكترونية يمكن أن تكون جزءًا من استراتيجية أوسع تهدف إلى دعم الصحة النفسية للشباب.
قد يكون السبب في ذلك هو أن التغييرات في الصحة النفسية تحتاج إلى تدخلات مستمرة وطويلة الأمد، بينما يمكن أن يكون للفيديوهات القصيرة تأثير فوري على التصورات والإدراك.
التطبيق العملي للفيديوهات القصيرة في الصحة النفسية
تعتبر الفيديوهات القصيرة وسيلة منخفضة التكلفة وسهلة الوصول لدعم الشباب في تطوير عقلية نامية. يمكن لهذه الوسائل أن تكون مكملة للدعم التقليدي في مجال الصحة النفسية، خاصة في ظل التحديات التي تواجهها الخدمات التقليدية نتيجة للطلب المتزايد.
هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث لتقييم التأثيرات طويلة الأمد لهذه الفيديوهات، وكيف يمكن دمجها بشكل فعال في برامج الدعم النفسي والاجتماعي.
التعاون البحثي وأهمية الدراسة
تم إجراء هذه الدراسة بالتعاون بين جامعة إيست أنجليا ومؤسسات صحية أخرى، مما يعكس أهمية التعاون بين الجهات الأكاديمية والصحية في تطوير استراتيجيات جديدة لدعم الصحة النفسية. كما أن البحث يساهم في توسيع المعرفة حول فعالية التدخلات الإلكترونية وتأثيرها على الشباب خارج الولايات المتحدة.
يؤكد الباحثون على ضرورة تطوير استراتيجيات شاملة ومتكاملة لدعم الصحة النفسية، والتي تشمل التدخلات الإلكترونية كجزء من الحزمة الكاملة للخدمات.
الخاتمة
تشير الدراسة إلى أن الفيديوهات القصيرة يمكن أن تكون أداة فعالة في تغيير تصورات الشباب حول أنفسهم، مما يعزز فكرة العقلية النامية. ومع ذلك، لم يظهر لها تأثير فوري على مستويات القلق والاكتئاب، مما يشير إلى الحاجة إلى استخدام هذه الأدوات كجزء من استراتيجية أوسع. إن التعاون البحثي والتطوير المستمر لهذه الأدوات يمكن أن يساهم بشكل كبير في تحسين الصحة النفسية للشباب في المستقبل.


