يتساءل الكثيرون عن العلاقة بين ما نتناوله من طعام وجودة نومنا وأحلامنا. وقد أظهرت دراسة حديثة أن تناول منتجات الألبان بكميات كبيرة قد يؤثر سلبًا على النوم ويسبب الكوابيس، خاصة لدى الأشخاص الذين يعانون من عدم تحمل اللاكتوز.
العلاقة بين الطعام والنوم
لطالما كانت هناك معتقدات شعبية تشير إلى أن ما نأكله يؤثر على كيفية نومنا. ومع ذلك، فإن الأدلة العلمية التي تدعم أو تنفي هذه المعتقدات كانت قليلة. في محاولة لفهم هذه العلاقة، قام باحثون باستقصاء أكثر من 1000 طالب في جامعة ماكيوان حول جودة نومهم، وعاداتهم الغذائية، وأي روابط يشعرون بها بين الاثنين.
توصل الباحثون إلى أن ثلث المشاركين يعانون من الكوابيس بشكل منتظم. وكان النساء أكثر عرضة لتذكر أحلامهن والإبلاغ عن نوم غير مريح ووجود كوابيس. كما أنهن كن أكثر احتمالاً بمرتين للإبلاغ عن حساسية أو عدم تحمل غذائي مقارنة بالرجال.
منتجات الألبان والأحلام المزعجة
أشارت الدراسة إلى وجود ارتباط قوي بين عدم تحمل اللاكتوز والكوابيس. يُعتقد أن آلام المعدة أو الغازات التي قد تحدث نتيجة تناول منتجات الألبان قد تؤثر على الأحلام. هذا الأمر قد يفسر لماذا يلقي الكثير من الناس باللوم على الألبان في التسبب في الأحلام السيئة.
وجد الباحثون أن الأشخاص الذين يعانون من عدم تحمل اللاكتوز ويختبرون أعراضًا معوية شديدة هم الأكثر عرضة للكوابيس والنوم المضطرب. إذ يمكن أن تؤدي هذه الكوابيس إلى اضطرابات في النوم وتجنب النوم، مما يؤثر على جودة الراحة الليلية.
أبحاث مستقبلية
بالرغم من الروابط القوية بين عدم تحمل اللاكتوز والكوابيس، فإن العلاقة بين الغذاء والنوم ليست واضحة تمامًا. قد يكون السبب أن الأشخاص ينامون بشكل سيء لأنهم لا يتناولون الطعام بشكل جيد، أو قد يكون العكس صحيحًا. هناك حاجة لمزيد من الدراسات لتأكيد هذه الروابط وفهم الآليات الأساسية.
يسعى الباحثون لإجراء دراسات تجريبية تشمل مجموعات متنوعة من الناس، من أعمار وخلفيات مختلفة، لفهم ما إذا كانت النتائج قابلة للتعميم. كما يرغبون في إجراء دراسة تطلب من الأشخاص تناول منتجات الألبان قبل النوم لملاحظة ما إذا كان ذلك يؤثر على نومهم أو أحلامهم.
الخاتمة
تشير هذه الدراسة إلى أن تغيير العادات الغذائية قد يخفف من الكوابيس للأشخاص الذين لديهم حساسية تجاه بعض الأطعمة. ومع أن هناك حاجة لمزيد من البحث لفهم العلاقة بين النوم والنظام الغذائي بشكل أفضل، إلا أن هذه النتائج تفتح الباب أمام فهم جديد لكيفية تأثير الأطعمة على نومنا وأحلامنا.