في السنوات الأخيرة، لاحظ مستخدمو عقاقير سيماغلوتيد المخصصة لفقدان الوزن انخفاضًا في اهتمامهم بالكحول. تم تأكيد هذه الملاحظات من خلال دراسة حديثة تشير إلى أن هذه التأثيرات تتجاوز مجرد الملاحظات العارضة، حيث تمكن الأفراد في دراسة إيرلندية من تقليل استهلاكهم للكحول بمقدار الثلثين خلال أربعة أشهر فقط.
العقاقير وتأثيرها على اضطراب استخدام الكحول
إذا ثبت صحة هذه النتائج على نطاق أوسع، فإن العقاقير المعروفة باسم مثبطات الببتيد الشبيه بالجلوكاجون-1 (GLP-1) قد يكون لها تأثير كبير في علاج اضطراب استخدام الكحول. هذا الاضطراب يتسبب في وفاة ما يقرب من 2.6 مليون شخص سنويًا حول العالم، وفقًا لتقارير منظمة الصحة العالمية.
يُعتبر علاج اضطراب استخدام الكحول تحديًا كبيرًا، حيث تفشل العلاجات التقليدية مثل العلاج السلوكي المعرفي في منع الانتكاسات، حيث يعاني 70% من المرضى من انتكاسة خلال السنة الأولى من العلاج.
بحث تأثير مثبطات GLP-1 على الإدمان
بسبب التقارير غير الرسمية التي تشير إلى أن مثبطات GLP-1 تقلل من الرغبة في تناول الكحول، بدأ الباحثون في دراسة هذا التأثير على الحيوانات. وأظهرت التجارب نتائج واعدة. ومع ذلك، فإن الدراسات على البشر لا تزال في مراحلها الأولى.
في دراسة أمريكية صغيرة شملت 48 شخصًا، أظهرت النتائج أن مثبطات GLP-1 تقلل من الرغبة في تناول الكحول. لكن الدراسة كانت قصيرة الأجل وأجريت في بيئة تجريبية.
نتائج الدراسة الإيرلندية
في إيرلندا، قامت مجموعة بحثية بجمع بيانات تناول الكحول من مرضى يعالجون في عيادة للسمنة في دبلن. شملت الدراسة 262 مشاركًا واستمرت لمدة أربعة أشهر، مما يجعل النتائج أكثر موثوقية من الناحية الإحصائية.
تم تقسيم المشاركين إلى مجموعات من غير الشاربين، والشاربين النادرين، والشاربين المنتظمين. بعد أربعة أشهر، انخفض استهلاك الكحول لدى الشاربين المنتظمين من متوسط 23.2 وحدة في الأسبوع إلى 7.8 وحدة فقط، وهو ما يعادل تقريبًا فعالية عقار نالميفين المستخدم في أوروبا.
الخاتمة
على الرغم من أن النتائج الأولية مشجعة، إلا أن هناك حاجة لمزيد من الأبحاث لفهم كيفية تأثير مثبطات GLP-1 على الرغبة في الكحول. إذا استمرت هذه النتائج في التثبت، فقد يكون لهذه العقاقير دور كبير في علاج اضطرابات استخدام الكحول، مما يسهم في تقليل الوفيات المرتبطة بهذا الاضطراب.
