اللقاحات تحت المجهر: اجتماع مثير للجدل للجنة الاستشارية لممارسات التحصين

تستعد اللجنة الاستشارية لممارسات التحصين في الولايات المتحدة لعقد اجتماع حاسم لمناقشة ثلاثة لقاحات أساسية هي لقاح كوفيد-19، والتهاب الكبد B، وMMRV (الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية والجدري). يأتي هذا الاجتماع في ظل تغييرات جذرية في تشكيل اللجنة، مما أثار قلق المتخصصين في الصحة العامة بشأن الاتجاهات المستقبلية لسياسة التطعيمات في البلاد.

اللقاح المضاد لكوفيد-19: قيود جديدة

أصدرت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية موافقة على تحديثات جديدة للقاح كوفيد-19، مع فرض قيود على من يمكنه تلقي الجرعات. بعد أن كان مسموحًا به لجميع الأشخاص من عمر 6 أشهر فما فوق، أصبح مقتصرًا الآن على من هم فوق 65 عامًا أو الذين يعانون من حالات صحية تعرضهم لخطر الإصابة الشديدة.

تتحمل اللجنة الاستشارية لممارسات التحصين مسؤولية تقديم توصيات حول من يجب أن يتلقى اللقاحات، وهي توصيات عادة ما تتبناها مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها كسياسة رسمية. قد تتبع اللجنة ما أوصت به إدارة الغذاء والدواء، لكن قلق المتخصصين ينبع من إمكانية تقييد أوسع قد يؤثر على الفئات العمرية الأصغر.

التطعيم ضد التهاب الكبد B: هل سيشهد تغيرات؟

برزت دعوات من بعض الناشطين ضد التطعيم لإعادة النظر في إعطاء لقاح التهاب الكبد B لحديثي الولادة، والاكتفاء بإعطائه لمن لديهم سلوكيات عالية الخطورة. يعتبر التهاب الكبد B مرضًا خطيرًا ينتقل من الأم إلى الطفل، ولهذا السبب، بدأت الولايات المتحدة في التسعينات بتوصية تطعيم الرضع فور الولادة.

التطعيم المبكر يعتبر تدبيرًا وقائيًا مهمًا لمنع انتقال المرض، خاصة وأن الفيروس لا يمكن علاجه. قد يؤدي الاعتماد على فحص الحوامل فقط إلى ثغرات بسبب النتائج السلبية الكاذبة أو التواصل غير الفعال للنتائج.

لقاح MMRV: نقاش حول السلامة

شهد لقاح MMRV (الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية والجدري) انتقادات نظراً لوجود ارتباط سابق بينه وبين زيادة خطر التشنجات الحرارية لدى الأطفال بين سنة وسنتين. أوصت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها بتلقي جرعات منفصلة للأطفال في هذا العمر، مع السماح بالجرعة المدمجة للأطفال الأكبر سنًا.

رغم أن البيانات تدعم سلامة الجرعة المدمجة للأطفال الأكبر سنًا، فإن هناك مساعٍ لتعزيز اللغة التوجيهية للحد من استخدام الجرعة المدمجة للأطفال الأصغر سنًا.

الخاتمة

يأتي اجتماع اللجنة الاستشارية لممارسات التحصين في وقت حرج، حيث يترقب العالم قراراتها وتأثيراتها المحتملة على سياسات الصحة العامة في الولايات المتحدة. من المتوقع أن تؤدي التوصيات الجديدة إلى تغييرات جوهرية في كيفية توزيع اللقاحات وتحديد الفئات المستهدفة. يبقى الهدف الأسمى هو حماية الصحة العامة وضمان التغطية الواسعة والمأمونة للسكان.

Scroll to Top