تشهد الولايات المتحدة انقسامًا واضحًا في سياسات اللقاحات بين ولايات الساحل الغربي والجنوب الشرقي. في حين قامت ولايات الساحل الغربي بتشكيل تحالف للصحة بهدف تعزيز توصياتها بشأن اللقاحات، قررت ولاية فلوريدا التخلي عن متطلبات اللقاحات المدرسية بشكل كامل.
الخلفية والتطورات الحديثة
تأتي هذه الخطوات في ظل القلق المتزايد حول تغييرات توصيات اللقاحات من مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) قبيل موسم الإنفلونزا. يُعتبر هذا الموسم حرجًا لأن فيروسات الإنفلونزا غالبًا ما تنتشر بشكل حاد في المدارس. الأسبوع الماضي، قامت البيت الأبيض بإقالة المديرة الجديدة للمركز، سوزان موناريز، مما دفع بعض موظفي الوكالة إلى الاستقالة. ويرجع السبب في ذلك إلى معارضة موناريز للتغييرات في سياسات اللقاح، والتي تشمل إزالة أو تحديد اللقاحات للأطفال، وهي تغييرات مدعومة من قبل وزير الصحة والخدمات الإنسانية روبرت ف. كينيدي الابن، المعروف بنشاطه ضد اللقاحات.
ردود الأفعال على مستوى المنظمات الصحية
أصدرت الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال (AAP) بيانًا أكدت فيه على حق كل عائلة في الوصول إلى اللقاحات للحفاظ على صحة المجتمع. في المقابل، حذرت الجمعية الطبية الأمريكية (AMA) من أن خطة فلوريدا قد تقوّض عقودًا من التقدم في الصحة العامة وتزيد من خطر الأمراض مثل الحصبة والنكاف وشلل الأطفال وجدري الماء، مما قد يؤدي إلى أمراض خطيرة وعجز وحتى الموت.
إجراءات ولايات الساحل الغربي
في صباح الأربعاء، أعلن حكام ثلاث ولايات – كاليفورنيا وأوريغون وواشنطن – عن تشكيل تحالف صحي للساحل الغربي لتنسيق إرشاداتهم بشأن اللقاحات. يشير بيان صحفي إلى أن هذا التحالف سيسمح للسكان بالحصول على توصيات ثابتة تستند إلى العلم، بغض النظر عن التحولات الفيدرالية.
يأتي هذا التحرك قبل التغييرات المتوقعة في عضوية لجنة الاستشارات للتطعيمات التابعة لمركز السيطرة على الأمراض والتي قد تشمل سبعة أعضاء جدد.
استجابة ولايات أخرى
أعلن حاكم ماساتشوستس أن الولاية ستستمر في إلزام شركات التأمين بدفع تكاليف اللقاحات التي توصي بها إدارات الصحة بالولاية بدلاً من الاعتماد فقط على توصيات مركز السيطرة على الأمراض. كما أصدر حاكم نيويورك أمرًا تنفيذيًا يسمح بتلقي لقاحات كوفيد في الصيدليات وأعلن عن خطط للعمل مع الهيئة التشريعية لضمان الوصول الدائم والمستمر إلى اللقاحات.
صرح حاكم ماساتشوستس بأنهم لن يسمحوا لدونالد ترامب وروبرت كينيدي بالتدخل بين المرضى وأطبائهم، مشيرًا إلى أن الولاية تسعى لتشكيل تحالف أوسع عبر الولايات الشمالية الشرقية.
الخاتمة
في ضوء هذه التطورات، يتضح أن هناك انقسامًا واضحًا في سياسات اللقاحات بين الولايات المتحدة. بينما تحاول بعض الولايات تعزيز توصياتها الصحية استنادًا إلى العلم، تتخذ أخرى خطوات يمكن أن تعرض الصحة العامة للخطر. تبقى هذه القضية محور نقاش كبير، حيث تسعى كل ولاية لتحقيق توازن بين الاستجابة للضغوط السياسية وحماية صحة سكانها.