‎الحميات منخفضة الكربوهيدرات: خطر خفي يهدد الصحة العامة؟

في السنوات الأخيرة، ازداد الإقبال بشكل كبير على الحميات منخفضة الكربوهيدرات مثل حمية الكيتو، والتي تُروج لها كوسيلة فعالة لإنقاص الوزن وتحسين الطاقة. لكن دراسة حديثة أثارت موجة من الجدل، بعدما كشفت أن هذا النوع من الأنظمة الغذائية قد يرتبط بمخاطر صحية جسيمة، تصل إلى حد زيادة احتمال الوفاة المبكرة وأمراض القلب.

أضرار محتملة تتجاوز فوائد فقدان الوزن

نشرت مجلة “الغد” نتائج دراسة تفيد أن اتباع نظام غذائي منخفض الكربوهيدرات لفترة طويلة قد يزيد من خطر الوفاة بنسبة تصل إلى 38%. يرى الباحثون أن التلاعب بتوازن العناصر الغذائية، وخاصة تقليل الكربوهيدرات بشكل حاد، قد يؤدي إلى خلل في وظائف الجسم الحيوية، ويزيد من فرص الإصابة بالأمراض المزمنة.

علاوة على ذلك، أشارت دراسة أخرى إلى أن الحميات التي تشبه الكيتو – المعتمدة على تقليل الكربوهيدرات وزيادة نسبة الدهون – ترتبط بارتفاع مستويات الكوليسترول الضار، ما قد يضاعف احتمالية الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية مثل انسداد الشرايين والسكتات الدماغية.

لماذا يشكل الكيتو خطرًا على القلب؟

الكربوهيدرات تعد المصدر الأساسي للطاقة في الجسم، وعند تقليلها بشكل كبير، يعوّض الجسم ذلك بحرق الدهون، مما ينتج عنه أجسام كيتونية. وعلى الرغم من أن هذه الحالة قد تؤدي إلى فقدان سريع للوزن، إلا أنها ترفع مستويات الدهون الثلاثية والكوليسترول الضار، وتضع ضغطًا زائدًا على الكبد والكلى.

الخبراء ينصحون بالتوازن

يحذر أخصائيو التغذية من مغبة اتباع هذه الحميات بدون استشارة طبية، خاصة لأولئك الذين يعانون من مشاكل قلبية أو أمراض مزمنة. بدلًا من الإقصاء الكامل للكربوهيدرات، ينصح بتناول كربوهيدرات صحية مثل الحبوب الكاملة، الفواكه، والخضروات، ضمن نظام غذائي متوازن يشمل الدهون الصحية والبروتينات.

الخاتمة

بينما يمكن أن تكون الحميات منخفضة الكربوهيدرات وسيلة فعالة لفقدان الوزن على المدى القصير، إلا أن الأدلة المتزايدة تسلط الضوء على المخاطر الصحية المحتملة على المدى الطويل. الحفاظ على التوازن الغذائي والاستعانة بالمختصين يظل الخيار الأكثر أمانًا لصحة مستدامة.

Scroll to Top