التفاعل الإيجابي مع وسائل التواصل الاجتماعي: تحقيق التوازن بين الاستثمار الشخصي والاستخدام العمدي

تشير دراسة حديثة إلى أن التفاعل الإيجابي مع وسائل التواصل الاجتماعي يعتمد بشكل كبير على مستوى الاستثمار الشخصي المناسب، بحيث لا يكون مفرطًا ولا ضئيلًا. هذا البحث، الذي قدم في مؤتمر العوامل البشرية في نظم الحوسبة في يوكوهاما، اليابان، يسلط الضوء على كيفية تصميم منصات التواصل الاجتماعي لدعم الاستخدام العمدي والموجه للمستخدمين.

أنواع المستخدمين في وسائل التواصل الاجتماعي

من خلال أسلوب تعلم الآلة المتمركز حول الأشخاص، قام الباحثون بتصنيف مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي إلى مجموعات بناءً على دوافعهم وسلوكياتهم. هذه المجموعات تشمل المستخدمين الموجهين اجتماعياً، الذين يشعرون بالضغط من التوقعات الاجتماعية، والمتصفحين الآليين الذين يستخدمون وسائل التواصل بلا هدف، والمستثمرين بعمق الذين يربطون وسائل التواصل بهويتهم الشخصية وأهدافهم، وأخيرًا مستخدمي “جولدي لوكس” الذين يرون قيمة شخصية في وسائل التواصل دون استثمار كبير.

تحديد هذه الأنواع يساعد في فهم كيفية تفاعل المستخدمين مع وسائل التواصل الاجتماعي وكيفية تطوير أدوات رقمية مخصصة لدعم التنظيم الذاتي لعاداتهم على الإنترنت.

تحقيق التوازن في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي

تشير الدراسة إلى أن الكثير من المستخدمين يشعرون بالحاجة إلى إدارة وقتهم على وسائل التواصل الاجتماعي بشكل أفضل. فبينما توفر وسائل التواصل الاجتماعي الترفيه والتواصل الاجتماعي وفرص النمو الشخصي، إلا أن الاستخدام المفرط يمكن أن يؤدي إلى إهدار الوقت وتأثير سلبي على المزاج والرفاهية.

تقدم هذه الدراسة رؤى حول كيفية تصميم منصات التواصل الاجتماعي لتكون أكثر توافقًا مع احتياجات المستخدمين المختلفة، مما يمكنهم من استعادة السيطرة على استخدامهم وتعزيز القيمة الشخصية للوقت الذي يقضونه على الإنترنت.

التطبيقات الأوسع للدراسة

تمتد نتائج هذه الدراسة إلى ما وراء تصميم وسائل التواصل الاجتماعي لتشمل استخدام التكنولوجيا بشكل عام. من خلال دراسة أخرى، وجد الباحثون مجموعات مشابهة من المستخدمين عبر مجموعة من التقنيات، بما في ذلك الألعاب والتقنيات المخصصة للرفاهية الشخصية.

تشير هذه النتائج إلى نهج يعتمد على البيانات في التصميم يمكن أن يساعد في تعزيز التفاعل المستدام المتصل بالأشياء التي تهم المستخدم، بدلاً من مجرد زيادة وقت الشاشة.

الخاتمة

تلخص هذه الدراسة أهمية العثور على التوازن الصحيح بين الاستثمار الشخصي والاستخدام العمدي لوسائل التواصل الاجتماعي لتحقيق تجربة إيجابية. من خلال تصنيف المستخدمين إلى مجموعات متميزة وفهم احتياجاتهم المختلفة، يمكن لمنصات التواصل الاجتماعي تحسين تصميمها لدعم الاستخدام الموجه. وهذه الجهود يمكن أن تمتد إلى تقنيات أخرى لتعزيز الرفاهية الشخصية للمستخدمين. بالتالي، يمكن أن تكون هذه الدراسة نقطة انطلاق لتطوير أدوات وتقنيات تساعد في تعزيز التفاعل الإيجابي والمستدام مع التكنولوجيا.

Scroll to Top