التعرض المهني للـ PFAS بين العاملين في الخطوط الأمامية: دراسة شاملة

تُعتبر المواد الكيميائية PFAS من المواد الاصطناعية التي تُستخدم على نطاق واسع في العديد من المنتجات بفضل خصائصها المقاومة للبقع والماء والنار. ومع ذلك، فإن ثباتها العالي في البيئة يجعلها خطرة على الصحة العامة، حيث يمكن أن تلوث طعامنا ومياهنا والمنتجات المادية الأخرى. تهدف هذه المقالة إلى تسليط الضوء على دراسة حديثة أجريت في أريزونا لتقييم مستويات PFAS في دم العاملين في المهن الأمامية مثل رجال الإطفاء والعاملين في القطاع الصحي.

ما هي المواد الكيميائية PFAS؟

تشمل المواد الكيميائية PFAS مجموعة متنوعة من المركبات الاصطناعية التي تُستخدم في العديد من المنتجات الصناعية والاستهلاكية. تتميز هذه المواد بقدرتها على مقاومة البقع والماء والنار، مما يجعلها مفيدة في العديد من التطبيقات. ومع ذلك، فإن هذا الثبات الكيميائي يجعلها خطيرة، حيث لا تتحلل بسهولة في البيئة، مما يؤدي إلى تراكمها في أنظمتنا البيئية والجسمية.

يُعتبر هذا الثبات مصدر قلق كبير للباحثين والعلماء، إذ أن التعرض لهذه المواد لفترات طويلة يمكن أن يؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة. من بين هذه المشاكل: ارتفاع مستويات الكوليسترول، وضعف استجابة الجسم للتطعيمات، وزيادة معدلات الإصابة ببعض أنواع السرطان، وتأثيرات سلبية على الصحة الإنجابية.

الدراسة الحديثة وأهدافها

أُجريت دراسة شاملة في أريزونا بهدف تقييم مستويات PFAS في دم العاملين في الخطوط الأمامية، مثل رجال الإطفاء والعاملين في القطاع الصحي. تُعتبر هذه الدراسة الأولى من نوعها التي تقيم مستويات PFAS لدى العاملين في المجال الصحي، مما يُبرز الحاجة إلى فهم مسارات التعرض المهني لهذه المواد بين مختلف أنواع العمال.

شملت الدراسة 1960 مشاركًا، من بينهم 280 رجل إطفاء و787 عاملًا في الرعاية الصحية و734 عاملًا في مهن أساسية أخرى. وقد أظهرت النتائج أن رجال الإطفاء كان لديهم أعلى تركيزات من PFAS في عينات دمهم، وهو ما يتفق مع الدراسات السابقة. بينما أظهرت نتائج العاملين في الرعاية الصحية ارتفاعات معتدلة في بعض أنواع PFAS.

التعرض المهني للـ PFAS بين رجال الإطفاء

رجال الإطفاء هم من أكثر الفئات التي تمت دراستها فيما يخص التعرض للـ PFAS، وذلك بسبب تفاعلهم المتكرر مع مصادر هذه المواد. إن معداتهم الواقية التي تُستخدم أثناء مكافحة الحرائق والرغوة المستخدمة في إطفاء الحرائق تُعتبر من أبرز المصادر التي تساهم في تعرضهم لهذه المواد.

وقد أظهرت الدراسة أن رجال الإطفاء في أريزونا لديهم تركيزات عالية من مواد مثل PFHxS وSm-PFOS وn-PFOS وPFHpS في دمائهم. هذا يؤكد على الفرضية القائلة بأن لديهم مصادر مهنية مميزة للتعرض للـ PFAS.

التعرض المهني للـ PFAS بين العاملين في القطاع الصحي

فيما يتعلق بالعاملين في الرعاية الصحية، تشير الدراسة إلى ارتفاعات معتدلة في بعض أنواع PFAS مثل PFHpS وPFUnA، بالإضافة إلى احتمالية اكتشاف Sb-PFOA وPFDoA بمعدل أعلى مقارنةً بالأفراد في المهن الأخرى. هذه النتائج تفتح الباب لمزيد من البحث حول مصادر التعرض المحتملة في بيئات الرعاية الصحية.

تُعتبر المواد المستخدمة في المستشفيات مثل الأقنعة الجراحية ذات الاستخدام الواحد والأثواب الجراحية وأفلام الأشعة السينية من المصادر المحتملة للتعرض للـ PFAS. ومن الضروري إجراء المزيد من الدراسات لفهم مسارات التعرض بدقة وتحديد العواقب الصحية المحتملة.

الخاتمة

تُبرز هذه الدراسة الأهمية البالغة لفهم التعرض المهني للـ PFAS بين العاملين في الخطوط الأمامية مثل رجال الإطفاء والعاملين في القطاع الصحي. النتائج تشير إلى وجود مستويات مرتفعة من PFAS في دم هؤلاء العاملين، مما يُبرز الحاجة إلى إجراء المزيد من الأبحاث لتحديد مصادر التعرض وتقليل المخاطر الصحية المرتبطة بها. كما أن هذه الدراسة تُعد خطوة هامة نحو تحسين فهمنا للمخاطر الصحية المتعلقة بالـ PFAS وضرورة تطوير استراتيجيات فعالة للحد من التعرض لهذه المواد الكيميائية الضارة.

Scroll to Top