تشهد مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) حالة من الفوضى وعدم الاستقرار في الوقت الحالي، وذلك بعد التغييرات الأخيرة في القيادة واستقالة العديد من المسؤولين البارزين. أثارت هذه الأحداث قلقًا واسعًا حول مستقبل الصحة العامة في الولايات المتحدة.
التغييرات في القيادة وأسبابها
في الأسبوع الماضي، أعلنت وزارة الصحة والخدمات الإنسانية أن سوزان موناريز لن تستمر في قيادة CDC. هذا الإعلان جاء بمثابة صدمة للكثيرين، خاصة بعد أن نفت موناريز ومحاموها أنها تلقت أي إشعار رسمي بالإقالة. الأمر الذي أدى إلى حالة من الارتباك حول الوضع القانوني لوظيفتها.
تعتبر موناريز شخصية بارزة في مجال الصحة العامة، حيث خدمت في عدة إدارات رئاسية سابقة. تم تعيينها من قبل الرئيس ترامب وبدأت مهامها رسميًا في 31 يوليو، لكن فترة قيادتها كانت قصيرة ومليئة بالتحديات.
استقالات المسؤولين وتأثيرها على الصحة العامة
بعد إعلان إقالة موناريز، شهدت CDC سلسلة من الاستقالات البارزة، من بينها استقالة مدير المركز الوطني للأمراض الناشئة والمعدية الحيوانية. هذه الاستقالات أثارت قلقًا كبيرًا حول قدرة CDC على الاستجابة للتحديات الصحية المستقبلية، خاصة بعد انتشار شائعات عن عودة انتشار بعض الأمراض مثل الحصبة.
أشارت بعض التقارير إلى أن الاستقالات جاءت نتيجة الإحباط من السياسات الجديدة والضغوط التي يواجهها العاملون في الصحة العامة، بما في ذلك انتشار المعلومات المضللة.
ردود الفعل من المجتمع الصحي
تحدث العديد من الخبراء في مجال الصحة العامة عن القلق المتزايد من تأثير هذه التغييرات على عمل CDC. أشار جورج بنجامين، المدير التنفيذي لجمعية الصحة العامة الأمريكية، إلى أن هذه التغييرات قد تجعل من الصعب جذب الكفاءات للعمل في CDC في ظل القيادة الحالية.
عبّرت جينيفر نوزو، عالمة الأوبئة ومديرة مركز الوباء في جامعة براون، عن قلقها من غياب التنسيق في هذه المؤسسات الصحية، وتأثير ذلك على قدرة الولايات المتحدة على التعامل مع التهديدات البيولوجية المحتملة.
الخاتمة
تشير الأحداث الأخيرة في CDC إلى فترة من الاضطراب والتحديات في مجال الصحة العامة الأمريكية. الاستقالات المتتالية والتغييرات في القيادة تضعف من قدرة CDC على أداء دورها الحيوي في حماية الصحة العامة. مع استمرار الجدل حول السياسات الجديدة وتأثيرها، يبقى السؤال مفتوحًا حول كيفية استعادة الثقة وإعادة الاستقرار لهذه المؤسسة الهامة.
