الأيكيدنا: الثدييات الوحيدة التي تضع البيض وأسرار تطورها المناعي

تعتبر الأيكيدنا من الكائنات الفريدة في عالم الحيوان، فهي تنتمي إلى فصيلة الثدييات الوحيدة التي تضع البيض. هذا السلوك البيولوجي الفريد يثير العديد من التساؤلات حول كيفية تطور ونمو الأيكيدنا الصغيرة، والتي تُعرف باسم ‘الباجلز’.

التطور المبكر للأيكيدنا

تبدأ حياة الباجلز داخل البيضة، وعند الفقس، تكون في مرحلة تطور مبكرة تفتقر إلى نظام مناعي فعال. يثير هذا الوضع تساؤلات حول كيفية بقاء هذه الكائنات على قيد الحياة في بيئتها الطبيعية.

تقول إيزابيلا ويلسون من جامعة أديلايد: “نعلم أن الميكروبيوم التناسلي له أهمية كبيرة لصحة الرضع، بما في ذلك البشر، لكن القليل يعرف عن كيفية عمله في الثدييات التي تضع البيض مثل الأيكيدنا”. هذا يفتح الباب أمام دراسات جديدة لفهم كيفية حماية الأيكيدنا لصغارها في هذه المرحلة الحساسة.

دور الميكروبيوم في حياة الأيكيدنا

بدلاً من التقاط بكتيريا المهبل خلال الولادة كما في الثدييات الأخرى، تكون الأيكيدنا محمية بقشرة البيضة ولا تتعرض مباشرة للكلواكا. هذه الحماية الطبيعية تثير التساؤلات حول كيفية تشكل الميكروبيوم الخاص بها.

خلال الأسابيع الأولى من حياة الباجلز، تعتبر البيئة الميكروبية في ما يعرف بالجراب الكاذب عاملاً مهماً في نموها وتطورها. تظهر الأبحاث أن هناك تغييرات كبيرة في مجتمع الميكروبات في الجراب الكاذب خلال فترة الإرضاع.

آلية الإرضاع الفريدة للأيكيدنا

تتميز الأيكيدنا بأنها تفتقر إلى الحلمات، حيث يتم الإرضاع بطريقة فريدة. يقوم الباجلز بفرك منقاره على جزء من الجراب الكاذب يُعرف باسم ‘بقعة الحليب’، مما يؤدي إلى خروج الحليب من الجلد بطريقة تشبه الغدد العرقية أو الزيتية.

تعتقد إيزابيلا ويلسون أن المركبات الموجودة في الحليب وعلى الجلد تساهم بشكل كبير في التغيرات التي تطرأ على الميكروبيوم الخاص بالجراب الكاذب خلال فترة الإرضاع.

التكيف البيئي للأيكيدنا

الأيكيدنا تُحتفظ بها بشكل شائع في حدائق الحيوانات في أستراليا وحول العالم. أظهرت الأبحاث السابقة اختلافات كبيرة في الميكروبيوم المعوي بين الأيكيدنا في حدائق الحيوانات والأيكيدنا البرية.

لكن المفاجأة كانت في عدم وجود فرق كبير في الميكروبيوم الخاص بالجراب الكاذب بين الحيوانات المدارة في حدائق الحيوان وتلك البرية، مما يشير إلى أن الحليب هو العامل الرئيسي الذي يشكل البيئة البكتيرية للجراب الكاذب.

الخاتمة

تعد الأيكيدنا مثالاً رائعاً على التنوع البيولوجي والتكيف في عالم الحيوان. من خلال فهم كيفية تأثير الميكروبيوم على صحة الأيكيدنا، يمكننا تعزيز جهود الحفاظ عليها في البرية وتحسين برامج التكاثر في الأسر. تحتاج الأبحاث المستقبلية إلى التركيز على المزيد من الدراسات لفهم العلاقات المعقدة بين الميكروبيوم وحيوية الأيكيدنا.

Scroll to Top