تعتبر أمراض القلب الإقفارية من القضايا الصحية العالمية التي بدأت في إحداث تحولات كبيرة في مناطق جنوب شرق آسيا، وشرق آسيا، وأوقيانوسيا. يهدف هذا المقال إلى تسليط الضوء على الأبعاد المعقدة والمتغيرة لهذا التحدي الصحي في تلك المناطق، وكيفية تأثيرها على السياسات الصحية العالمية.
فهم أمراض القلب الإقفارية
تحدث أمراض القلب الإقفارية عندما يتسبب تضيق الشرايين نتيجة تراكم اللويحات في تقليل تدفق الدم إلى القلب، مما يمنع العضلة القلبية من الحصول على كمية كافية من الأكسجين. يعد الألم أو الضغط في الصدر من الأعراض الأكثر شيوعًا لهذه الحالة. ويمكن أن يؤدي إلى مخاطر أكبر مثل النوبات القلبية أو اضطرابات نظم القلب.
تشمل العلاجات المتاحة للأمراض القلب الإقفارية الأدوية، والقسطرة البالونية كإجراء جراحي طفيف التوغل لفتح الشرايين المسدودة، أو جراحة تجاوز الشرايين التاجية.
البحث والتحديات في آسيا والمحيط الهادئ
أظهرت الدراسات الحديثة أن هناك بعدًا غير معلن بشكل كافٍ لأزمة القلب والأوعية الدموية العالمية، وهو العبء المتزايد بسرعة والذي يختلف من منطقة إلى أخرى في آسيا والمحيط الهادئ. هذا ما أبرزه الباحث الرئيسي هارديك دينيشبهاي ديساي، الذي أشار إلى أن هذه الأزمة تتطلب اهتمامًا عالميًا من صناع السياسات والباحثين.
اعتمد الباحثون في دراستهم على بيانات عبء المرض العالمي لعام 2021 لتقييم التغير في حدوث وانتشار أمراض القلب الإقفارية، إلى جانب معدلات الوفيات والإعاقة الناتجة عنها، في مناطق جنوب شرق آسيا وشرق آسيا وأوقيانوسيا. وقد شملت الدراسة تقييم عوامل الخطر المرتبطة بالأمراض وفقًا للعمر والجنس والسنة والموقع من عام 1990 إلى عام 2021.
نتائج الدراسة وتحليل الأرقام
أظهرت النتائج أن نسبة التغير السنوي في انتشار أمراض القلب الإقفارية ارتفعت بنسبة 3.79% بين عامي 1990 و2021. كما ارتفعت معدلات الوفيات الناتجة عن هذه الأمراض بنسبة 4.12% وزادت سنوات الحياة المعدلة بحسب الإعاقة بنسبة 3.24%.
في عام 2021، كانت أوقيانوسيا تمتلك أعلى معدل وفيات قياسي لأمراض القلب الإقفارية بنسبة 170.9 لكل 100,000 شخص، تليها جنوب شرق آسيا بمعدل 110.9 وشرق آسيا بمعدل 108.9.
عوامل الخطر الإقليمية وتأثيرها
أكدت الدراسة أن الفروق الصحية الإقليمية في أمراض القلب الإقفارية تُعزى بشكل رئيسي إلى عوامل الخطر الرئيسية المختلفة. في شرق آسيا، تبرز عوامل مثل ارتفاع ضغط الدم، الأنماط الغذائية غير الصحية، وتلوث الهواء. بينما في جنوب شرق آسيا، تعتبر الأنماط الغذائية وارتفاع الكوليسترول الضار عوامل الخطر الرئيسية. أما في أوقيانوسيا، فإن المخاطر الغذائية هي العامل الأكثر أهمية، تليها ارتفاع ضغط الدم وتلوث الهواء.
يُشكل ارتفاع ضغط الدم العامل الأكثر خطورة في جميع المناطق الثلاث، مما يبرز الحاجة الملحة إلى استراتيجيات شاملة لفحص السيطرة على ارتفاع ضغط الدم.
الخاتمة
تظهر هذه الدراسة أن هناك أزمة صحية واقتصادية تتكشف في مناطق آسيا والمحيط الهادئ، حيث أن العوامل التي تقود النمو الاقتصادي مثل التحضر والتصنيع والنظم الغذائية العالمية تزيد من عبء أمراض القلب الإقفارية. يجب أن تكون هذه الاكتشافات بمثابة دعوة للعمل لصناع السياسات والأنظمة الصحية في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك الدول ذات الدخل المرتفع، لاتخاذ إجراءات حاسمة وعادلة لمواجهة هذا التحدي الصحي المتزايد.


