تشير دراسات حديثة قُدمت في مؤتمر الجمعية الأوروبية لأمراض القلب إلى أن بعض الأدوية المضادة للسمنة، مثل سيماغلوتيد المعروف تجاريًا باسم أوزمبيك وويجوفي، قد لا تقتصر فوائدها على فقدان الوزن فحسب، بل تتجاوز ذلك لتبطئ عملية الشيخوخة وتعزز الصحة العامة على المدى الطويل.
ما هو سيماغلوتيد؟
سيماغلوتيد هو دواء يُستخدم في علاج السمنة والسكري من النوع الثاني، ويعمل على تقليل الشهية وتنظيم نسبة السكر في الدم. تم تطويره في الأصل لعلاج مرضى السكري، لكنه أظهر فعالية كبيرة في فقدان الوزن، مما دفع الباحثين إلى دراسته لأغراض أوسع.
فوائد تتجاوز فقدان الوزن
في دراسة أجريت ضمن تجربة سريرية كبيرة تُعرف باسم SELECT، شارك فيها أكثر من 17,600 شخص فوق سن 45، وجميعهم يعانون من زيادة الوزن أو السمنة، ولديهم تاريخ من أمراض القلب. لم يكن أي من المشاركين مصابًا بالسكري، وتمت متابعتهم لأكثر من ثلاث سنوات.
النتائج أظهرت أن المشاركين الذين تناولوا سيماغلوتيد كانوا أقل عرضة للوفاة مقارنة بأولئك الذين تلقوا دواءً وهميًا، ليس فقط بسبب أمراض القلب، بل أيضًا لأسباب غير قلبية مثل العدوى. وبحسب الباحثين، فإن هذا يشير إلى دور محتمل للدواء في دعم نظام المناعة وتحسين الصحة العامة.
قال الدكتور هارلان كرومهولتز من جامعة ييل: “تُظهر النتائج أن هذه الأدوية لا تقلل فقط من النوبات القلبية، بل تحسن الصحة العامة أيضًا. لن أفاجأ إذا ثبت أن هذه الأدوية تُبطئ الشيخوخة نفسها”.
تأثيرات ملحوظة على الوفاة غير القلبية
بحسب الباحثين، توفي 833 مشاركًا خلال فترة الدراسة، وكانت 58% من الوفيات مرتبطة بالقلب، بينما تعود 42% لأسباب أخرى، أبرزها العدوى. المشاركون الذين تناولوا سيماغلوتيد كانوا أقل عرضة للوفاة بهذه الأسباب غير القلبية، مما يشير إلى فوائد دوائية غير متوقعة.
يقول الدكتور بنجامين سيريكا من جامعة هارفارد: “كان من المثير للاهتمام أن نلاحظ انخفاضًا كبيرًا في معدلات الوفاة بسبب العدوى، مما يدعم فكرة أن السمنة تزيد من القابلية لأسباب وفاة يمكن تقليلها من خلال هذا النوع من العلاج”.
الخاتمة
تشير هذه النتائج إلى أن الأدوية المضادة للسمنة مثل سيماغلوتيد قد تُحدث تحولًا في علاج السمنة، ليس فقط عبر تقليل الوزن، بل من خلال تعزيز الصحة العامة والوقاية من مجموعة واسعة من الأمراض. كما أنها تفتح بابًا جديدًا للأبحاث المستقبلية حول تأثيرات هذه الأدوية على الشيخوخة والوفاة من أسباب غير متوقعة. وبينما لا تزال هناك حاجة للمزيد من الدراسات، فإن المؤشرات الحالية مشجعة وتدعو لإعادة التفكير في كيفية استخدام هذه الأدوية في الرعاية الوقائية.