اكتشاف مذهل: لماذا تتجعد البشرة عند التعرض الطويل للماء؟

في دراسة حديثة نشرت في مجلة “Journal of the Mechanical Behavior of Biomedical Materials”، اكتشف الباحثون في جامعة بينغهامتون السبب وراء تجعد البشرة عند تعرضها للماء لفترة طويلة. على الرغم من الاعتقاد السائد بأن الماء يؤدي إلى تضخم الجلد وبالتالي تجعد الأصابع، إلا أن الأبحاث أثبتت وجود عوامل أكثر تعقيدًا وراء هذه الظاهرة.

البحث العلمي وراء تجعد الجلد

قاد الأستاذ المشارك جاي جيرمان في مختبر ميكانيكا المواد اللينة البيولوجية بجامعة بينغهامتون فريقًا لدراسة هذه الظاهرة. وجدوا أن الأوعية الدموية تحت الجلد تنقبض بعد الغمر المطول في الماء، وهو ما يؤدي إلى ظهور التجاعيد. كانت هذه الاكتشافات جزءًا من سلسلة من الأبحاث التي سعوا من خلالها لفهم أكثر دقة لكيفية تجعد الجلد.

أوضح جيرمان، عضو هيئة التدريس في كلية الهندسة والعلوم التطبيقية بجامعة توماس جي واتسون، أن البحث بدأ بسؤال بسيط من طالب: “هل تتشكل التجاعيد دائمًا بنفس الطريقة؟”. دفعهم هذا السؤال إلى التحقيق في ما إذا كانت الأنماط الطبوغرافية للجلد تبقى ثابتة بعد عدة غمرات في الماء.

التجارب والنتائج

أجرى جيرمان وراشيل ليتين، طالبة الماجستير، تجارب على مجموعة من المتطوعين حيث قاموا بغمر أصابعهم في الماء لمدة 30 دقيقة ثم قاموا بتصويرها. أعادوا التجربة تحت نفس الظروف بعد 24 ساعة على الأقل. من خلال مقارنة الصور، وجدوا أن نمط التجاعيد ظل ثابتًا بعد كل غمرة.

أحد الاكتشافات الجانبية المثيرة هو أن الأشخاص الذين يعانون من تلف في العصب المتوسط في أصابعهم لا تتشكل لديهم تجاعيد. هذا الاكتشاف أتى عندما أخبرهم أحد الطلاب أنه يعاني من تلف في العصب المتوسط، وعند اختباره وجدوا أن أصابعه لم تتجعد.

تطبيقات عملية للاكتشافات

لا تقتصر أهمية هذه الاكتشافات على المعرفة العلمية فحسب، بل تمتد لتشمل تطبيقات عملية في مجالات متعددة مثل الطب الشرعي وعلم البصمات. أشار جيرمان إلى أن والده، الضابط السابق في الشرطة البريطانية، واجه تحديات تتعلق ببصمات الأصابع في مسرح الجريمة، مما يبرز أهمية فهم كيفية تأثير الماء على الجلد في مثل هذه الحالات.

مع هذا الفهم الجديد، يمكن تحسين التقنيات المستخدمة في تحديد الهوية بالماء، مما قد يساعد في حل القضايا المعقدة التي تتضمن جثثًا تعرضت للماء لفترات طويلة.

الأسئلة المستقبلية والبحث المستمر

أعرب جيرمان عن حماسه لاستكشاف المزيد من الأسئلة المتعلقة بتأثير غمر الجلد في الماء، مشيرًا إلى أن العلم لا يزال يحمل الكثير من الأسرار في هذا المجال. وقال: “أشعر وكأنني طفل في متجر للحلوى، لأن هناك الكثير من العلم هنا الذي لا أعرفه.” كما شكر الأشخاص في The Conversation على السؤال الرائع الذي قدموه، والذي قاد إلى إنتاج علم جديد ومثير.

الخاتمة

في النهاية، قدمت هذه الدراسة رؤى جديدة حول سلوك الجلد عند التعرض للماء، مفندةً الاعتقادات القديمة ومقدمةً تفسيرات قائمة على علم الأحياء الفيزيائي. تفتح هذه النتائج الباب أمام المزيد من الأبحاث في مجال علم الجلد والتطبيقات الطبية والجنائية. من خلال فهم أعمق لكيفية تفاعل الجلد مع الماء، يمكن تطوير تقنيات جديدة لتحسين حياة الإنسان وحل المشكلات المعقدة في عدة مجالات.

Scroll to Top