اكتشاف دور الميتفورمين في زيادة إنتاج البيض لدى الدواجن

أظهرت الأبحاث الحديثة في جامعة بن ستيت أن عقار الميتفورمين، الذي يعالج عادةً مرض السكري من النوع الثاني ومتلازمة تكيس المبايض لدى البشر، يمكن أن يساعد الدجاج في زيادة إنتاج البيض. يساهم هذا العقار في إبقاء الدجاج البياض – وهي الدجاجات التي تنتج الدجاج اللاحم الذي نستهلكه – خصبةً لفترة أطول حتى مع تقدمها في العمر.

فهم تأثير الميتفورمين على الدواجن

لعدة عقود، جرى تربية الدجاج البياض بشكل انتقائي ليتمتع نسله بنمو سريع للوصول إلى الوزن المطلوب في الأسواق. هذه السمة تساهم في تلبية الطلب العالمي على لحم الدجاج. ومع ذلك، فإن هناك مقايضة؛ حيث إن قدرة هذه الطيور على وضع البيض تتراجع بسرعة مع تقدمها في العمر، مما يحد من مدى إنتاجيتها. هذا التراجع في إنتاج البيض الخصيب يشبه متلازمة تكيس المبايض عند البشر، والتي تؤثر أيضًا على الخصوبة ووظيفة المبيض.

متلازمة تكيس المبايض هي اضطراب هرموني شائع بين النساء يتميز بالدورات الشهرية غير المنتظمة، وتعد السبب الرئيسي للعقم لدى النساء. يتم استخدام الميتفورمين عادةً لتحسين حساسية الإنسولين وخفض مستويات الهرمونات الزائدة وتنظيم الدورة الشهرية، مما يمكن أن يساعد في تحسين الخصوبة.

تفاصيل الدراسة الحديثة

في دراسة أجريت عام 2023 ونشرت في مجلة Reproduction، قام الباحثون في جامعة بن ستيت بإعطاء مجموعة من الدجاج جرعة يومية صغيرة من الميتفورمين على مدى 40 أسبوعًا. وكانت النتائج مذهلة؛ حيث وضعت الدجاجات بيضًا أكثر خصوبة واحتوت على دهون جسم أقل وأظهرت مستويات هرمونية تناسلية أفضل من تلك التي لم تتلق العقار.

أوضح البروفيسور راميش رامشاندران، مؤلف الدراسة الرئيسي وأستاذ علم الأحياء التناسلية في كلية العلوم الزراعية، أن هذه النتائج تشير إلى أن الميتفورمين يمكن أن يحسن بشكل كبير من وظيفة المبيض في الدجاج البياض.

دور الكبد في إنتاج البيض

بحث الباحثون بشكل أعمق لاكتشاف ما يحدث داخل أجسام الطيور، ووجدوا الإجابة في الكبد. يلعب الكبد دورًا رئيسيًا في تكاثر الطيور، حيث يتم فيه إنتاج مكونات صفار البيض. باستخدام تقنيات متقدمة لتحليل الجينات في معهد هك لعلوم الحياة في بن ستيت، قام الفريق بتحليل الحمض النووي الريبوزي من عينات الكبد.

كشفت النتائج أن الميتفورمين “يشغل” عدة جينات مرتبطة بإنتاج بروتينات الصفار والحفاظ على مستويات السكر في الدم ثابتة. وفي الوقت نفسه، “يغلق” الجينات المرتبطة بتراكم الدهون، مما يعكس كيفية عمل الميتفورمين لدى البشر الذين يعانون من اضطرابات التمثيل الغذائي.

الخاتمة

تشير هذه الاكتشافات إلى إمكانيات كبيرة في مجال تربية الدواجن. من خلال تمديد فترة إنتاج البيض لدى الدجاج البياض، يمكن للمزارعين تقليل تغيير القطيع، وتحسين رعاية الحيوانات، وزيادة الكفاءة، وكل ذلك باستخدام دواء آمن وميسور التكلفة. يتخلص الدجاج من الميتفورمين بسرعة، مما يعني أنه لا يشكل خطرًا على الإمدادات الغذائية البشرية.

Scroll to Top