في بحث جديد نُشر حول الالتهاب المرتبط بالعمر في الليمورات ذات الذيل الحلقي والليمورات السيفاكا، اكتشف الباحثون أن الأفكار المتعارف عليها حول حتمية الالتهاب المرتبط بالعمر لدى البشر قد تحتاج إلى إعادة نظر. توفر هذه الدراسة رؤى قيمة حول تطور البشر من خلال دراسة الليمورات، التي تشاركنا سلفًا مشتركًا عاش قبل ملايين السنين.
دراسة الالتهاب في الليمورات
تُظهر الليمورات ذات الذيل الحلقي والسيفاكا اختلافات في وتيرة الحياة وطول العمر، مما يجعلها موضوعًا مثيرًا للاهتمام للدراسة. رغم التوقعات بوجود تغيرات مرتبطة بالعمر في مؤشرات الإجهاد التأكسدي والالتهاب، إلا أن النتائج كانت مفاجئة، حيث لم تظهر أي من النوعين تغيرات ملحوظة في هذه المؤشرات مع التقدم في العمر.
تشير النتائج إلى أن الليمورات قد تتجنب الظاهرة المعروفة باسم “الالتهاب المرتبط بالعمر”، وهي ظاهرة شائعة لدى البشر. تبرز هذه الدراسة أن الالتهاب المرتبط بالعمر ليس سمة عالمية بين الرئيسيات، وربما ليس حتى بين البشر أنفسهم.
ما هو الالتهاب المرتبط بالعمر؟
مع تقدمنا في العمر، يظهر التهاب مزمن منخفض الدرجة، والذي يمكن أن يسبب مشاكل صحية مثل أمراض القلب، السكتات الدماغية، السكري، السرطان، والتهاب المفاصل. لماذا يزداد الالتهاب مع التقدم بالعمر في البشر؟ وما هي أسبابه وكيف يمكن منعه؟ هذه الأسئلة تحمل إجابات قد تساعد في تحسين حياة البشر.
جمع البيانات من الليمورات
بدأ فريق البحث بقياس الإجهاد التأكسدي في عينات البول، حيث لا يسمح مركز الليمورات بأبحاث تؤذي الحيوانات. تعد هذه الخطوة أساسية لفهم كيف يمكن أن يختلف الشيخوخة في بيئات مختلفة، مثل الأسر والبرية، مما يمكن أن يوفر رؤى حول ما إذا كان الالتهاب ذاتيًا أم بيئيًا لدى البشر.
الخطوة التالية في البحث هي دراسة الليمورات في البرية للحصول على فهم أعمق حول تأثير البيئة على الشيخوخة والالتهاب.
الخاتمة
تقدم هذه الدراسة رؤى جديدة حول كيفية تجنب الليمورات للالتهاب المرتبط بالعمر، وتطرح تساؤلات حول إذا ما كان يجب إعادة النظر في حتمية هذا النوع من الالتهاب لدى البشر. مع تزايد عدد السكان العالمي المتقدم في السن بسرعة، فإن هذه الاكتشافات تعتبر أساسية للتخفيف من الإعاقة وتحسين جودة الحياة في السنوات المتقدمة من العمر.


