من المتوقع أن يتم تقاعد محطة الفضاء الدولية في عام 2030، إلا أن العلماء يسارعون للاستفادة من البيئة ذات الجاذبية المنخفضة لإجراء الأبحاث حول اختبارات وعلاجات السرطان المحتملة. تعتبر هذه البيئة الفريدة فرصة ذهبية لفهم أعمق للسرطان وتطوير حلول جديدة له.
التحديات الصحية في الفضاء
يتجنب رواد الفضاء البقاء لفترات طويلة على محطة الفضاء الدولية، حيث أن الجاذبية الدقيقة تؤثر سلبًا على أجسامهم. يمكن أن تؤدي إلى تسطيح مقل العيون وتورم الأصابع والوجوه، مما يسبب صداعًا شديدًا مع تفاعل الدم والأعضاء والخلايا بطرق غير متوقعة.
ومع ذلك، فإن هذه التغيرات البيولوجية يمكن أن تكون مفيدة في دراسة أمراض مثل السرطان. في الفضاء، يمكن للخلايا السرطانية أن تتوسع في جميع الاتجاهات مثل الفقاعات، مما يسهل دراسة كيفية التصاق المواد بحواف هذه الفقاعات.
التجارب العلمية في محطة الفضاء الدولية
هذا العام، يتم إرسال أورام نمت في مختبرات على الأرض إلى محطة الفضاء الدولية كجزء من أول مشروع بحثي يستخدم الأعضاء الاصطناعية لاختبار السرطان في الفضاء. يعمل العلماء في جامعة ويك فورست على تطوير اختبارات كشف عن السرطان تكون أسرع وأكثر حساسية.
يعتبر مشروعهم خطوة تجريبية لعدد من المشاريع الطبية الحيوية الأخرى المخطط لها في بيئات الجاذبية المنخفضة التي تحفز النمو الخلوي. يقول دافيد مروتا، مدير برنامج التصنيع الحيوي في الفضاء، إن الجاذبية الدقيقة تسرع من ظهور الحالات المرضية، مما يتيح رؤية التأثيرات البيولوجية في فترة زمنية أقصر بكثير.
الفرص المستقبلية للعلاج في الفضاء
في ظل الظروف العادية على الأرض، تحتاج الخلايا إلى الالتصاق بسطح لكي تنمو وتؤدي وظيفتها. لكن في الفضاء، يمكن للخلايا أن تنمو بحرية في جميع الاتجاهات، مما يسهل دراستها وتطوير اختبارات للسرطان تعتمد على قطرة دم واحدة فقط.
تعمل فرق البحث في جامعة نوتردام على تطوير اختبار للسرطان في الفضاء يعتمد على هذه التقنية، ويعتمد على سلسلة من التجارب التي أجريت بالفعل في محطة الفضاء الدولية.
الخاتمة
تقترب محطة الفضاء الدولية من نهاية عمرها الافتراضي، مما يضع ضغطًا على الباحثين للاستفادة القصوى من الفرص المتاحة حاليًا. قد تفتح هذه الأبحاث آفاقًا جديدة لعلاجات واختبارات السرطان التي يمكن أن تغير قواعد اللعبة. وفي المستقبل، قد نرى محطات فضائية مخصصة للأبحاث الطبية الحيوية، مدعومة من شركات الأدوية الكبرى التي تبحث عن طرق جديدة وفعالة لعلاج الأمراض.