استخدام الذكاء الاصطناعي لتوقع تقدم مرض القرنية المخروطية

في الآونة الأخيرة، أظهرت دراسة جديدة تقدمًا ملحوظًا في استخدام الذكاء الاصطناعي لتحديد تقدم مرض القرنية المخروطية، وهو مرض بصري يصيب الشباب ويؤدي إلى تدهور الرؤية. تم تنفيذ البحث بواسطة د. شافي بلال وزملائه في مستشفى مورفيلدز للعيون في لندن، وجامعة كوليدج لندن.

التحديات في تشخيص القرنية المخروطية

القرنية المخروطية هي حالة صحية تؤدي إلى انحناء القرنية، مما يسبب ضعف الرؤية. غالبًا ما تتطلب هذه الحالة مراقبة مستمرة لتحديد ما إذا كان المرضى يحتاجون إلى علاج أو يمكنهم الاستمرار دون تدخل. في بعض الحالات، يمكن إدارة الحالة باستخدام العدسات اللاصقة، لكن في حالات أخرى تتدهور بسرعة مما قد يتطلب زراعة القرنية.

يشكل التنبؤ بتقدم المرض تحديًا كبيرًا للأطباء، مما يؤدي إلى الحاجة لمراقبة طويلة الأمد للمرضى. العلاج الوحيد المتاح حاليًا هو “التثبيت المتقاطع”، الذي يمكنه إيقاف تقدم المرض إذا تم تطبيقه قبل حدوث التندب الدائم.

دور الذكاء الاصطناعي في التنبؤ بالتقدم

قام الباحثون بتطبيق الذكاء الاصطناعي لتحليل صور العيون وبيانات المرضى لتحديد من يحتاج إلى علاج مباشر ومن يمكن مراقبته فقط. استخدم البحث 36,673 صورة مقطعية بصرية لـ 6,684 مريضًا، وتمكن الذكاء الاصطناعي من التنبؤ بدقة بما إذا كان حالة المريض ستتدهور أو تظل مستقرة.

تمكن النظام من تصنيف ثلثي المرضى في مجموعة منخفضة المخاطر لا تحتاج إلى علاج، بينما تم وضع الثلث الآخر في مجموعة عالية المخاطر تحتاج إلى علاج فوري. بتحليل الزيارات الثانية للمرضى، تمكنت الخوارزمية من تصنيف 90% من الحالات بدقة.

الفوائد المحتملة لاستخدام الذكاء الاصطناعي

يمنح استخدام الذكاء الاصطناعي الأطباء القدرة على تقديم العلاج في الوقت المناسب، مما يمنع فقدان البصر ويقلل من الحاجة إلى زراعة القرنية. بالإضافة إلى ذلك، يتيح هذا النظام توفير الموارد الصحية بتركيز الجهود على المرضى الأكثر حاجة للعلاج.

يمكن أن يؤدي هذا التقدم إلى تقليل الحاجة إلى المراقبة المستمرة للمرضى الذين لا يحتاجون إلى علاج فوري، مما يتيح للأطباء توجيه مواردهم بشكل أكثر فاعلية.

نحو تطبيقات أوسع للذكاء الاصطناعي في طب العيون

الخطوة التالية في البحث هي تطوير خوارزميات ذكاء اصطناعي أكثر قوة يمكن تدريبها على ملايين صور العين لتلبية مهام محددة أخرى مثل اكتشاف العدوى العينية والأمراض الوراثية.

التحديات التي يواجهها الأطباء في تحديد العلاج المناسب وفي الوقت المناسب يمكن أن تقل بشكل كبير مع تبني هذه التكنولوجيا المتقدمة على نطاق واسع.

الخاتمة

تظهر هذه الدراسة بوضوح الإمكانات الهائلة لاستخدام الذكاء الاصطناعي في تقديم رعاية صحية أكثر دقة وكفاءة لمرضى القرنية المخروطية. من خلال تحسين دقة التنبؤ بالحالات التي ستتدهور، يمكن للذكاء الاصطناعي تغيير طريقة التعامل مع هذا المرض، مما يقلل من حالات فقدان البصر ويحد من الحاجة إلى إجراءات جراحية مكلفة ومعقدة.

Scroll to Top