استخدام الذكاء الاصطناعي لتقدير العمر البيولوجي من الصور

باتت التكنولوجيا تلعب دورًا حيويًا في تحسين الرعاية الصحية، ومن أحدث التطبيقات المثيرة للاهتمام هو استخدام الذكاء الاصطناعي لتقدير العمر البيولوجي من خلال صور الوجه. وقد أثبتت دراسة حديثة أن هذه المعلومات يمكن أن تكون ذات قيمة كبيرة في اتخاذ القرارات الإكلينيكية.

الاستخدام الإكلينيكي للذكاء الاصطناعي

عندما يدخل المرضى غرف الفحص، قد يمنح مظهرهم الأطباء أدلة حول صحتهم العامة وحيويتهم. يجمع الأطباء بين هذا التقييم البديهي والعمر الزمني للمريض وقياسات بيولوجية أخرى لتحديد أفضل خطة علاجية. ولكن، مثل أي شخص، قد يكون لدى الأطباء تحيزات حول عمر الشخص، مما قد يؤثر عليهم، مما يدفع إلى الحاجة إلى تدابير موضوعية وتنبؤية أكثر لإرشاد قرارات الرعاية.

تم تطوير أداة FaceAge باستخدام تقنيات التعلم العميق والتعرف على الوجه، حيث تم تدريبها على 58,851 صورة لأشخاص يُفترض أنهم أصحاء. تم اختبار الخوارزمية على مجموعة من 6,196 مريض سرطان باستخدام صور تم التقاطها عند بدء علاج الأشعة.

نتائج الدراسة

أظهرت النتائج أن مرضى السرطان يبدون أكبر سنًا بشكل ملحوظ من الأشخاص الأصحاء، حيث كان متوسط FaceAge لديهم أكبر بخمس سنوات من عمرهم الزمني. في مجموعة مرضى السرطان، ارتبط العمر الأكبر للوجه بنتائج بقاء أسوأ، خاصةً للأفراد الذين يبدون أكبر من 85 عامًا، حتى بعد ضبط العوامل الأخرى مثل العمر الزمني والجنس ونوع السرطان.

تقدير وقت البقاء على قيد الحياة في نهاية الحياة صعب ولكنه ذو أهمية كبيرة في رعاية مرضى السرطان. وعندما طُلب من 10 أطباء وباحثين التنبؤ بتوقعات الحياة القصيرة من 100 صورة لمرضى يتلقون علاج الأشعة المهدئة، كان أداءهم أفضل قليلاً من الحظ، حتى بعد تزويدهم بسياق سريري. ومع ذلك، عندما تم تزويدهم بمعلومات FaceAge للمريض، تحسنت توقعاتهم بشكل ملحوظ.

البحث المستقبلي والتطبيقات الممكنة

لا يزال هناك حاجة لمزيد من البحث قبل أن يتم اعتبار هذه التقنية للاستخدام في بيئة إكلينيكية حقيقية. يقوم فريق البحث باختبار هذه التقنية للتنبؤ بالأمراض والحالة الصحية العامة وطول العمر. وتشمل الدراسات اللاحقة توسيع هذا العمل عبر مستشفيات مختلفة، والنظر في المرضى في مراحل مختلفة من السرطان، وتتبع تقديرات FaceAge على مر الوقت، واختبار دقتها مقابل مجموعات بيانات الجراحة التجميلية والماكياج.

قال الدكتور راي ماك، عضو هيئة التدريس في برنامج الذكاء الاصطناعي في الطب في مستشفى ماس جنرال بريجام: “يفتح هذا الباب أمام مجال جديد تمامًا لاكتشاف المؤشرات الحيوية من الصور، وتذهب إمكانياته إلى ما هو أبعد من رعاية مرضى السرطان أو التنبؤ بالعمر”.

الخاتمة

في النهاية، يمثل استخدام الذكاء الاصطناعي لتقدير العمر البيولوجي من الصور تطورًا مثيرًا في مجال الطب. يمكن لهذه التقنية أن توفر أداة قيمة لتحسين التقييمات الإكلينيكية وتقديم خطط علاجية أكثر دقة وفعالية. ومع استمرار الأبحاث والتجارب، يمكن أن تصبح هذه الأداة جزءًا لا يتجزأ من الرعاية الصحية الحديثة، مما يعزز من قدرتنا على تقديم رعاية أكثر فردية وتخصيصًا للمرضى.

Scroll to Top