استخدام الذكاء الاصطناعي في مكافحة الأوبئة: تجربة ماساتشوستس

في مواجهة التهديدات المتزايدة للأمراض المعدية، تسعى ولاية ماساتشوستس الأمريكية لتوظيف التكنولوجيا الحديثة في جهودها لمكافحة الأوبئة. تعتمد الولاية على منصة ذكاء اصطناعي متطورة تُدعى BEACON، تساعد في رصد وتتبع انتشار الأمراض بصورة مبكرة، مما يتيح للسلطات الصحية اتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة.

التحديات التي تواجه الصحة العامة في أمريكا

تواجه الولايات المتحدة الأمريكية تحديات كبيرة في مجال الصحة العامة، خاصة بعد انسحابها من منظمة الصحة العالمية وتقليص وظائف مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها. هذا الوضع دفع بعض الولايات، مثل ماساتشوستس وإلينوي، إلى تطوير شبكات مراقبة محلية تعتمد على التكنولوجيا الحديثة لتعويض النقص في البيانات والمعلومات.

تتجلى هذه التحديات في قدرة الولايات المختلفة على التعامل مع التهديدات الوبائية، حيث تعتمد الكثير منها على الجهود المحلية والتنسيق الداخلي دون وجود نظام مركزي يجمع هذه الجهود ويوجهها بصورة فعالة.

دور الذكاء الاصطناعي في رصد الأوبئة

تلعب منصة BEACON دورًا حيويًا في رصد الأوبئة من خلال مسح الأخبار والتقارير الصحية المحلية والعالمية. تعتمد المنصة على شبكة من المحللين المختصين من مختلف أنحاء العالم، مما يعزز من قدرتها على الكشف المبكر عن أي تهديدات وبائية محتملة.

إضافة إلى BEACON، تعتمد ولاية إلينوي على تقارير أسبوعية تصدر عن مركز الأوبئة في جامعة براون وشركة BlueDot، حيث تجمع هذه المصادر معلومات مهمة من تقارير المسؤولين العموميين وصحة الماشية وغيرها من المصادر.

الاختلافات بين الولايات في التعامل مع الأوبئة

هناك تفاوت كبير بين الولايات في قدراتها على التعامل مع الأوبئة، حيث تمتلك بعضها، مثل ولاية واشنطن، مختبرات صحية متقدمة ومكاتب متخصصة في رصد الأمراض على نطاق عالمي. ومع ذلك، فإن هذه الجهود قد تتأثر بسبب نقص التمويل الفيدرالي.

يعبر المسؤولون عن قلقهم من عدم وجود تنسيق بين الولايات المختلفة، مما يزيد من صعوبة مواجهة الأوبئة التي تتجاوز الحدود الجغرافية للولايات.

الخاتمة

في ظل التحديات التي تواجهها الصحة العامة في الولايات المتحدة، يظهر الذكاء الاصطناعي كحل مبتكر وفعال في التصدي للتهديدات الوبائية. ومع ذلك، فإن نجاح هذه الجهود يعتمد بشكل كبير على التنسيق بين الولايات وتوفير التمويل اللازم لدعم هذه المبادرات. يبقى التحدي الأكبر هو كيفية توحيد الجهود لضمان حماية فعالة لجميع المواطنين من التهديدات الصحية المستقبلية.

Scroll to Top