السمنة تعد واحدة من أكبر التحديات الصحية التي تواجه المجتمع العالمي اليوم، حيث تؤثر على أكثر من 650 مليون نسمة حول العالم وتربط بأكثر من 180 حالة مرضية مختلفة. في ظل هذه الظروف، يعمل الباحثون في جامعة تافتس بقيادة البروفيسور كريشنا كومار على تطوير مركب دوائي جديد من الجيل التالي، يمكن أن يكون أكثر فعالية وأقل آثار جانبية.
فهم آلية عمل الأدوية الحديثة
تعتمد الكثير من الأدوية الحالية لفقدان الوزن على استهداف مستقبلات هرمونية معينة مرتبطة بعملية الأيض واستجابة الجسم للجلوكوز. من هذه الهرمونات، الببتيد الشبيه بالجلوكاجون (GLP-1)، الذي يلعب دورًا في تحفيز إنتاج الأنسولين وامتصاص الجلوكوز في العضلات والأنسجة الأخرى. كما أنه يساهم في تقليل الشهية وإبطاء عملية إفراغ المعدة.
بالإضافة إلى GLP-1، هناك ببتيد الأنسولين المعتمد على الجلوكوز (GIP) الذي يعمل بطريقة مشابهة لتعزيز الشعور بالشبع. ولتقليل الآثار الجانبية مثل الغثيان، تم تطوير مركبات مثل موانجارو وزيببوند، التي تجمع بين خصائص GLP-1 وGIP في مركب واحد.
إضافة هدف رابع لتعزيز فعالية الأدوية
يتطلع فريق جامعة تافتس إلى تحسين فعالية الأدوية من خلال استهداف هرمون رابع، وهو ببتيد YY (PYY). هذا الهرمون يفرز من الأمعاء بعد تناول الطعام ويعمل على تقليل الشهية بآليات مختلفة عن GLP-1 وGIP، وقد يساهم أيضًا في حرق الدهون بشكل مباشر.
صعوبة دمج PYY مع المركبات الحالية تكمن في اختلاف هيكله عن الهرمونات الأخرى، ولكن الفريق نجح في تطوير مركب جديد يجمع بين خصائص هذه الهرمونات في وحدة واحدة.
التحديات والآفاق المستقبلية
من التحديات الرئيسية التي تواجه الأدوية الحالية هي التباين الفردي في استجابة الأشخاص لهذه الأدوية، حيث يمكن أن يؤثر على فعالية فقدان الوزن. بواسطة استهداف أربعة مستقبلات هرمونية مختلفة في آن واحد، يأمل الباحثون في تعزيز فرص تحقيق نتائج متسقة وأكثر فعالية.
قضية أخرى هي استعادة الوزن بعد التوقف عن تناول الأدوية الحالية. البحوث تشير إلى أن استجابة الجسم قد تتأخر مع المركبات الحديثة، مما يعزز الأمل في تطوير أدوية تحقق نتائج قريبة من نتائج جراحة السمنة.
الخاتمة
تعد الجهود المبذولة من قبل فريق جامعة تافتس خطوة هامة نحو تحقيق تقدم كبير في مجال مكافحة السمنة، حيث يسعى العلماء إلى تصميم أدوية يمكنها تقديم حلول فعالة ومستدامة. من خلال تطوير مركبات تستهدف مستقبلات متعددة، قد نكون على أعتاب تحقيق معايير جديدة في فقدان الوزن، مما يساهم بشكل كبير في تحسين الصحة العامة وتقليل المخاطر المرتبطة بالسمنة.