تعتبر الحصبة من الأمراض الفيروسية الخطيرة التي يمكن أن تؤدي إلى مضاعفات مميتة، خاصة لدى الأطفال الذين لم يتلقوا التطعيم المناسب. في لوس أنجلوس، توفي طفل بسبب مضاعفات نادرة ناتجة عن عدوى الحصبة التي أصيب بها عندما كان رضيعًا، مما يسلط الضوء على أهمية التطعيم لحماية الفئات الأكثر ضعفًا في المجتمع.
خطورة مرض الحصبة
الحصبة ليست مجرد طفح جلدي وسعال، بل قد تؤدي إلى مضاعفات خطيرة مثل التهاب الدماغ الذي يحدث في واحد من كل 1000 حالة إصابة. هذه المضاعفات يمكن أن تؤدي إلى الوفاة في حوالي 20% من الحالات المصابة. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تسبب الحصبة ما يُعرف بـ “فقدان الذاكرة المناعية”، حيث تهاجم خلايا الذاكرة في الجهاز المناعي، مما يجعل الأفراد أكثر عرضة للإصابة بأمراض أخرى.
من بين المضاعفات الأكثر خطورة التي قد تنجم عن الحصبة هو مرض التهاب الدماغ المصلب شبه الحاد (SSPE)، وهو اضطراب دماغي تدريجي يظهر بعد سنوات من العدوى الأولية. هذا المرض يسبب تدهورًا في الوظائف العصبية وغالبًا ما يؤدي إلى الوفاة خلال بضع سنوات من التشخيص.
انتشار الحصبة وضرورة التطعيم
الحصبة من الأمراض شديدة العدوى، حيث يمكن للفيروس البقاء في الهواء لفترة طويلة بعد مغادرة الشخص المصاب. يمكن لشخص واحد مصاب أن ينقل العدوى إلى 15 شخصًا آخر في المتوسط. لهذا السبب، يعد التطعيم ضروريًا للتحكم في انتشار المرض.
التطعيم ضد الحصبة يتكون من جرعتين، تُعطى الجرعة الأولى بين عمر 12 و15 شهرًا، والثانية بين عمر 4 و6 سنوات. هذا التطعيم فعال بنسبة 93% بعد الجرعة الأولى و97% بعد الجرعتين.
التحديات والمعلومات الخاطئة حول التطعيم
على الرغم من فعالية التطعيم، إلا أن هناك معلومات خاطئة تنتشر حول إمكانية علاج الحصبة بوسائل غير معتمدة مثل زيت كبد الحوت أو فيتامين A، وهو ما نفاه الخبراء. العلاج الوحيد للحصبة هو معالجة الأعراض والاعتماد على التطعيم للوقاية.
تأكد من أن 95% من المجتمع على الأقل مطعمون هو الأمر الحاسم لمنع انتشار المرض وحماية الرضع والأفراد الذين لا يمكنهم الحصول على التطعيم لأسباب صحية.
الخاتمة
تظهر حالة وفاة الطفل في لوس أنجلوس أهمية التطعيم لحماية الأطفال والمجتمع. التطعيم لا يحمي الأفراد فقط، بل يحمي المجتمع ككل من خلال خلق مناعة جماعية تمنع انتشار الأمراض. يجب على الجميع الالتزام بالتطعيمات الموصى بها لحماية أنفسهم والآخرين من الأمراض الخطيرة مثل الحصبة.