تُعتبر سلامة المراهقين عند القيادة من القضايا الهامة في الصحة العامة، حيث أظهرت دراسة حديثة نشرتها شبكة JAMA Network Open أن المراهقين الذين يقودون سيارات قديمة أو تفتقر إلى تقنيات مساعدة السائق يواجهون مخاطر أعلى في الحوادث المميتة. يلعب اختيار السيارة دورًا محوريًا في تأمين سلامة السائقين المراهقين، مما يتطلب من الأسر اتباع استراتيجيات فعالة لاختيار السيارات الأكثر أمانًا لأولادهم.
المخاطر المرتبطة بالسيارات القديمة
تشير الدراسة إلى أن قيادة السيارات التي تتراوح أعمارها بين 6 و15 عامًا تزيد من خطر وفاة السائق بنسبة 19% في الحوادث المميتة، بينما تزيد السيارات التي يتجاوز عمرها 15 عامًا من هذا الخطر بنسبة 31%، مقارنة بالسيارات الأحدث التي لا يتجاوز عمرها 5 سنوات. هذه الزيادة في المخاطر لا تعتمد على عمر السائق، مما يعني أن السيارات القديمة تعتبر أقل أمانًا لجميع الفئات العمرية.
تُعتبر تقنيات مساعدة السائق من العوامل المهمة التي تقلل من مخاطر الوفاة بنسبة 6% لكل تقنية موجودة في السيارة. وبالتالي، فإن السيارات الحديثة التي تحتوي على هذه التقنيات توفر حماية إضافية للسائقين، وخاصة المراهقين الذين لا يزالون يكتسبون الخبرة في القيادة.
السائقون المراهقون والسيارات القديمة
وجدت الدراسة أن السائقين المراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و18 عامًا أكثر عرضة لقيادة السيارات التي يتجاوز عمرها 15 عامًا، وكذلك السيارات التي تفتقر إلى تقنيات مساعدة السائق. هذه السيارات القديمة تزيد من مخاطر الوفاة في الحوادث المميتة، بغض النظر عن عمر السائق، مما يعزز الحاجة إلى تحسين اختيارات السيارات للمراهقين.
يعتبر تمرير السيارات القديمة إلى المراهقين من قبل الآباء ممارسة شائعة، ولكنها تزيد من تعرضهم للأعطال الميكانيكية والمخاطر المرتبطة بها. هذا يجعل من الضروري أن يتخذ الآباء خيارات واعية عند اختيار سيارات أبنائهم.
توصيات لتحسين سلامة السيارات للمراهقين
يقترح الباحثون عدة توصيات لضمان سلامة السيارات للمراهقين. أولاً، ينبغي على المراهقين قيادة السيارات الأكثر أمانًا المتاحة. يمكن للأطباء والمتخصصين في الرعاية الصحية تقديم نصائح للآباء حول أهمية اختيار السيارات التي تتمتع بمزايا أمان عالية، وتفادي السيارات التي يتجاوز عمرها 15 عامًا، خاصة خلال الأشهر الأولى من القيادة دون إشراف.
إذا لم يكن من الممكن توفير سيارة أحدث، فيجب تشجيع الصيانة المنتظمة للسيارة لتحسين سلامتها. يمكن للآباء الرجوع إلى معهد التأمين للسلامة على الطرق السريعة للحصول على قائمة بالسيارات الآمنة والمناسبة للمراهقين.
التكنولوجيا الحديثة والعادات الآمنة
التكنولوجيا الحديثة تلعب دورًا مهمًا في تقليل الحوادث والإصابات المرتبطة بها. ينبغي للأطباء والمتخصصين في الرعاية الصحية تثقيف الأسر حول فوائد التقنيات الحديثة في السيارات، مثل ميزات تجنب الاصطدام وتقنيات المساعدة في تغيير المسار، والتقنيات المصممة خصيصًا للمراهقين.
إضافة إلى ذلك، يجب تعزيز العادات الآمنة في القيادة، مثل الالتزام باستخدام حزام الأمان، والقيادة الآمنة ليلاً، والحد من عدد الركاب المراهقين، وتجنب المشتتات، واتباع متطلبات الترخيص التدريجي للسائقين المراهقين.
الخاتمة
تُظهر الدراسة أهمية اختيار السيارات الآمنة للمراهقين لضمان سلامتهم على الطرق. من خلال تبني استراتيجيات أكثر وعياً في اختيار السيارات وتثقيف الأسر حول أهمية مزايا السلامة والتقنيات الحديثة، يمكن تقليل المخاطر المرتبطة بقيادة المراهقين. يجب على الأسر أن تضع في اعتبارها أن اختيار السيارة المناسبة لا يؤثر فقط على سلامة أبنائهم، بل يؤثر أيضًا على سلامة جميع مستخدمي الطريق.