هل نمتلك بالفعل حاسة سادسة؟ دراسة جديدة تستكشف قدرات الدماغ في الاستشعار الخفي

لطالما ارتبطت “الحاسة السادسة” في أذهان الناس بقدرات خارقة مثل التخاطر أو التنبؤ، وغالبًا ما اعتُبرت ضمن الخيال أو الفلسفة. لكن أبحاثًا حديثة بدأت تأخذ هذه الفكرة بجدية أكبر، حيث تسعى إلى فهم ما إذا كان الإنسان يمتلك بالفعل نوعًا من الاستشعار الإضافي يتجاوز الحواس الخمس المعروفة.

ما المقصود بالحاسة السادسة؟

• الحاسة السادسة لا تشير إلى السحر أو التنجيم، بل إلى قدرة الدماغ على التقاط إشارات أو معلومات لا تمر عبر الحواس التقليدية: السمع، البصر، اللمس، التذوق، الشم.

• يمكن أن تظهر هذه الحاسة في شكل استشعار مبكر للخطر، أو حدس قوي حول موقف معين، أو حتى شعور داخلي دقيق يصعب تفسيره.

ماذا تقول الأبحاث؟

• علماء الأعصاب والفيزيولوجيا العصبية يدرسون ما يُعرف بـ الاستقبال الحسي الداخلي (Interoception)، وهي قدرة الدماغ على رصد الإشارات من داخل الجسم نفسه، مثل ضربات القلب أو مستوى التوتر.

• هناك أيضًا دراسات تشير إلى أن الدماغ قد يكون قادرًا على معالجة “مجالات” أو محفزات بيئية لا يمكن تفسيرها بعد، لكن تؤثر على السلوك والشعور.

• في إحدى التجارب، أظهر بعض المشاركين قدرة على التمييز بين أماكن أو حالات خطرة دون توفر مؤشرات بصرية أو سمعية واضحة.

أمثلة محتملة على الحاسة السادسة

1. الشعور بالخطر دون مبرر واضح

كأن يشعر أحدهم فجأة أن هناك أمرًا غير مريح أو تهديدًا وشيكًا، ليتبيّن لاحقًا صحة ذلك الإحساس.

2. التخاطر أو تزامن الأفكار بين الأشخاص

مثل أن تفكر بشخص ما في اللحظة التي يتصل بك فيها، أو أن تُدرك ما يشعر به الآخر دون أن يتكلم.

3. الوعي المكاني العالي

القدرة على إدراك مكانك أو اتجاهك في بيئة غير مألوفة، دون الاعتماد على أدوات توجيه.

هل يمكن تطوير هذه القدرة؟

• بعض العلماء يعتقدون أن الحاسة السادسة ليست سحرًا، بل مهارة إدراكية موجودة في كل شخص بنسب متفاوتة.

• من خلال التأمل، تقنيات التركيز، وتحسين الانتباه الداخلي، يمكن للفرد أن يصبح أكثر وعيًا بالإشارات الخفية القادمة من جسمه أو محيطه.

هل هي مستقبل جديد في علوم الأعصاب؟

• إذا ثبت أن الحاسة السادسة تستند إلى أسس عصبية أو بيولوجية حقيقية، فقد تفتح الباب أمام تطوير تقنيات تساعدنا على التفاعل مع العالم بطرق جديدة تمامًا.

• هذا قد يشمل تطبيقات في الطب، الأمن، وحتى التواصل البشري دون الحاجة إلى كلمات.

خاتمة: الحاسة السادسة ليست خيالًا كاملًا

رغم أن مفهوم الحاسة السادسة لا يزال مثيرًا للجدل، إلا أن العلم بدأ يأخذه على محمل الجد. نحن نعيش في زمن تتوسع فيه حدود الفهم البشري، وربما يكون ما نسميه “الحدس” أو “الإحساس الداخلي” هو مجرد بداية لاكتشاف قدرة عميقة وغير مكتشفة في عقولنا.

الحاسة السادسة قد لا تكون سحرًا، لكنها بالتأكيد علم بانتظار أن يُفهم بشكل أعمق.

Scroll to Top