في خطوة جديدة لفهم كيفية عمل الدماغ عند الشعور بالتعب، كشفت دراسة ممولة من قبل المعاهد الوطنية للصحة عن تفاعل منطقتين في الدماغ للتعامل مع الإجهاد العقلي. تتناول هذه الدراسة كيفية تأثير التعب العقلي على الأشخاص، خاصة أولئك الذين يعانون من الاكتئاب واضطراب ما بعد الصدمة. النتائج تقدم أفقًا جديدًا للأطباء لتقييم وعلاج هذه الحالات.
فهم التعب العقلي من خلال التصوير بالرنين المغناطيسي
أجريت التجارب على متطوعين أصحاء خضعوا لتصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي، حيث لاحظ العلماء زيادة النشاط في منطقتين من الدماغ تتعاونان في الاستجابة للتعب العقلي. هذه التجارب صممت للكشف عن جوانب مختلفة من التعب العقلي وقد تسهم في تحسين طرق التقييم والعلاج للأشخاص الذين يعانون من الإرهاق العقلي المدمر.
تم نشر نتائج الدراسة في يونيو في مجلة علم الأعصاب، وشملت 28 متطوعًا من البالغين الأصحاء الذين أُعطوا مهام لتدريب الذاكرة. كان الهدف هو فهم كيفية تطور التعب العقلي وتأثيره على الدماغ، خاصة عند اتخاذ القرارات المتعلقة ببذل الجهد العقلي.
التجارب وتأثير الحوافز المالية على الجهد العقلي
خلال التجارب، تم تكليف المشاركين بمهام تتعلق بالذاكرة أثناء خضوعهم للتصوير بالرنين المغناطيسي. كانت المهام تزداد صعوبة كلما زاد عدد الحروف التي كان عليهم تذكرها. تم تحفيز المشاركين بمكافآت مالية متزايدة تتراوح بين 1 إلى 8 دولارات، وطلب منهم تقييم مستوى التعب العقلي قبل وبعد كل اختبار.
أظهرت النتائج زيادة ملحوظة في النشاط والاتصال بين منطقتين من الدماغ أثناء التعب العقلي: الجزيرة اليمنى والقشرة الجبهية الأمامية الظهرية الجانبية. هذه المناطق تشارك بفعالية في التحكم بالذاكرة العاملة وتقييم الجهد العقلي.
العلاقة بين التعب العقلي والأمراض العصبية
التعب مرتبط بالعديد من الحالات العصبية مثل اضطراب ما بعد الصدمة والاكتئاب. تشير الدراسة إلى أنه من الممكن استخدام الأدوية أو العلاج السلوكي المعرفي لمواجهة التعب العقلي، مما قد يكون خطوة هامة في علاج هذه الحالات.
كما أن استخدام التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي يقدم إطارًا موضوعيًا لتصنيف التعب العقلي، رغم أنه لا يقيس مباشرة تفعيل الخلايا العصبية أو الفروق الدقيقة في نشاط الدماغ.
الخاتمة
تفتح هذه الدراسة آفاقًا جديدة لفهم كيفية استجابة الدماغ للتعب العقلي وتأثيراته على اتخاذ القرارات. تشير النتائج إلى أن الحوافز الخارجية تلعب دورًا حاسمًا في تحفيز الجهد العقلي، مما يعكس تعقيد العلاقة بين الإدراك والقدرة العقلية. فهم هذه الديناميكيات يمكن أن يقود إلى تطوير استراتيجيات جديدة لعلاج الأمراض المرتبطة بالتعب العقلي، مما يعزز من جودة الحياة للمرضى.