كيف يتعامل الدماغ البشري مع نشر الشائعات: دراسة علمية جديدة

في دراسة حديثة أجرتها جامعة براون، توصل الباحثون إلى فهم جديد لكيفية تعامل الدماغ البشري مع نشر الشائعات. تعتمد هذه العملية على حسابات معقدة تجريها الأدمغة بشكل غريزي، مما يسمح بنشر الشائعات على نطاق واسع مع تقليل خطر وصولها إلى الشخص الخطأ.

الشبكات الاجتماعية والخرائط الذهنية

أظهرت الدراسة أن الأفراد يبنون خرائط ذهنية لشبكاتهم الاجتماعية دون وعي، مما يساعدهم على توقع كيفية انتشار الشائعات. هذه الخرائط الذهنية تعمل كدليل دقيق حول من يجب نشر الشائعات له ومن يجب تجنبه.

تعتبر هذه الخرائط مشابهة إلى حد كبير للخوارزميات التي تدعم انتشار المحتوى على منصات التواصل الاجتماعي. حيث تعتمد هذه المنصات على حسابات مشابهة للتنبؤ بسلوك المستخدمين في مشاركة المحتوى بناءً على مؤشرات مثل عدد الإعجابات وعدد المتابعين.

تأثير الشعبية والمسافة الاجتماعية

تؤكد الدراسة أن الأفراد يفضلون نشر الشائعات للأشخاص الأكثر شعبية ولكن الذين يربطهم بالشخص المعني مسافة اجتماعية بعيدة. هذا النهج يقلل من احتمالية اكتشاف الشخص المعني للشائعة.

كما تبين أن الأشخاص يقللون من نشر الشائعات لأولئك الذين لديهم علاقات قوية مع الشخص المعني، وخاصة إذا كان هذا الشخص يتمتع بشعبية كبيرة.

النماذج الحسابية والتنبؤ بحركة الشائعات

قام الباحثون بإعداد نموذج حسابي يحاكي كيفية توقع الدماغ لحركة الشائعات عبر الشبكة الاجتماعية. يعتمد هذا النموذج على تبسيط العلاقات الاجتماعية والملاحظات التي يجمعها الفرد في حياته اليومية.

يوضح النموذج كيف أن الدماغ يمكنه ضغط المعلومات المعقدة إلى خرائط بسيطة، مما يمكن الأفراد من إجراء تخمينات مدروسة حول من سيستقبل الشائعة، حتى لو كان الأشخاص المعنيون بعيدين عن بعضهم البعض في الشبكة الاجتماعية.

الخاتمة

تسلط الدراسة الضوء على التعقيد والذكاء الموجودين في عمليات التفكير البشري المتعلقة بنشر الشائعات. على الرغم من أن الشائعات غالبًا ما تُعتبر مجرد حديث فارغ، إلا أن هذه العمليات الحسابية المعقدة التي يجريها الدماغ تشير إلى دور الشائعات في الديناميكيات الاجتماعية.

هذه النتائج تفتح المجال لفهم أعمق للكيفية التي يمكن من خلالها استخدام هذه العمليات في مجالات أخرى، مثل تصميم خوارزميات أكثر فعالية للتواصل الاجتماعي، واستراتيجية نشر المعرفة في المجتمعات.

Scroll to Top