في دراسة حديثة نشرتها مجلة Cell Reports، اكتشف الباحثون أن هناك علاقة مشتركة بين الأدوية المخدرة من حيث تأثيرها على موجات الدماغ. هذه الموجات الناتجة عن النشاط الكهربائي الجماعي للخلايا العصبية تلعب دورًا حاسمًا في تحديد حالة الوعي أو فقدانه.
دور موجات الدماغ في الوظائف الإدراكية
موجات الدماغ هي نتاج النشاط الكهربائي المتزامن للخلايا العصبية. عندما تكون هذه الموجات متزامنة، يمكن لمجموعات محلية من الخلايا العصبية في قشرة الدماغ تبادل المعلومات بشكل فعال، مما يسهم في الوظائف الإدراكية الواعية مثل الانتباه والإدراك والتفكير. وفقًا للبروفيسور إيرل ك. ميلر، عندما تخرج هذه الموجات عن التزامن، تتعطل الاتصالات المحلية مما يؤدي إلى فقدان الوعي.
أضافت هذه الاكتشافات فهمًا جديدًا لعلماء المخ حول الخط الفاصل بين الوعي وفقدانه. قد يوفر هذا الفهم مقياسًا جديدًا لأطباء التخدير لضمان الحفاظ على المرضى في الجانب الصحيح من هذا الخط أثناء العمليات الجراحية.
التطبيقات الطبية لاكتشافات موجات الدماغ
وفقًا لميلر، إذا أظهرت المزيد من الأدوية المخدرة تأثيرًا مشابهًا على تزامن الموجات، فقد يتمكن أطباء التخدير من استخدام تزامن موجات الدماغ كعلامة موثوقة لفقدان الوعي. يمكن أن يساعد هذا في بناء أنظمة مغلقة تعتمد على قياسات موجات الدماغ لضبط جرعات الأدوية المخدرة تلقائيًا.
في تجربة سريرية حديثة في اليابان، أظهر الدكتور إيمري ن. براون أن مراقبة إشارات قوة موجات الدماغ باستخدام EEG سمحت باستخدام جرعات أقل من عقار السيفوفلوران، مما أدى إلى تحسين النتائج السريرية.
التغيرات في تزامن الموجات وتأثير الأدوية
لاحظ العلماء أن التركيز على تزامن الموجات أثناء التخدير أظهر زيادة في “تثبيت الطور”، خصوصًا عند الترددات المنخفضة. هذا التثبيت يعني أن الفروقات النسبية في الطور تبقى أكثر استقرارًا. مع ذلك، كانت الفروق في الطور بين المناطق المختلفة في القشرة المخية ملحوظة، حيث أصبحت الموجات في نصفي الدماغ أكثر توافقًا، وهو تغير كبير عن حالة الوعي.
لاحظ الباحثون أن المسافة بين المناطق تلعب دورًا كبيرًا في تغييرات الطور، مما يشير إلى أن الموجات تسافر عبر القشرة المخية. هذه النتائج تفتح الباب أمام العديد من الدراسات المستقبلية لفهم تأثير الأدوية المخدرة على تزامن الموجات.
الخاتمة
إن اكتشاف تأثير الأدوية المخدرة على تزامن موجات الدماغ يضيف فهمًا جديدًا للمجال الطبي، خاصة في العمليات الجراحية. قد يساعد هذا الفهم في تحسين طرق التخدير وضمان سلامة المرضى. يتطلب الأمر مزيدًا من الدراسات للتأكد من إمكانية تطبيق هذه النتائج على نطاق أوسع من الأدوية المخدرة.
