فهم جديد لإدمان المخدرات وتأثيره على الدماغ

لطالما سمع الأمريكيون قصة بسيطة عن الإدمان: تناول المخدرات يضر الدماغ، وكلما بدأ الأطفال في استخدام المواد في سن مبكرة، زاد احتمال تقدمهم من خلال “بوابة” من المواد الأخف مثل الماريجوانا إلى المخدرات الأكثر خطورة مثل الأفيون. ومع ذلك، فإن دراسة حديثة تعقد الصورة بشكل كبير، حيث وجد أن الأدمغة لدى الأطفال الذين بدأوا تجربة القنب أو السجائر أو الكحول قبل سن الخامسة عشرة أظهرت اختلافات عن أولئك الذين لم يفعلوا ذلك.

التغيرات الدماغية المرتبطة باستخدام المخدرات المبكر

أظهرت الدراسة التي شملت مسح أدمغة 10,000 طفل أن الأطفال الذين بدأوا بتناول المخدرات في سن مبكرة لديهم اختلافات في أدمغتهم قبل تناولهم أول رشفة أو نفس. هذه الاختلافات شملت تضخمًا في العديد من مناطق الدماغ وزيادة حجم الدماغ بشكل عام. كما أظهرت القشرة الدماغية سطحًا أكبر من المتوسط مع المزيد من الطيات والتجاعيد.

أوضح الباحث الرئيسي أليكس ميلر أن هذه الزيادة في الحجم والتجاعيد عادة ما ترتبط بذكاء أعلى، لكنها ليست العامل الوحيد. الأسئلة حول ما إذا كانت هذه الاختلافات إيجابية أو سلبية تعتمد على مرحلة الحياة والوظيفة الدماغية المطلوبة في تلك المرحلة.

عوامل الخطر والسمات الشخصية

ربطت الأبحاث السابقة بعض الاختلافات الدماغية بسمات شخصية معينة مثل الفضول والاستكشاف والميل للمغامرة. هذه السمات، على الرغم من ارتباطها بالذكاء، يمكن أن تزيد من احتمال تجربة المخدرات عند اقترانها برغبة قوية في البحث عن التجارب المكثفة.

تشير الدراسة إلى أن هذه الاختلافات ليست بالضرورة نتيجة لاستخدام المخدرات، بل قد تعود إلى عوامل وراثية أو تجارب طفولة سلبية. بينما يمكن للمواد أن تتداخل كيميائياً مع تطور الدماغ، فإن الدراسة تقترح أن هناك عوامل مسبقة تلعب دورًا أيضًا.

تأثير البرامج الوقائية

أظهرت الأبحاث أن استهداف الاختلافات المبكرة يمكن أن يحسن برامج الوقاية. على سبيل المثال، أظهرت تجربة حديثة أن اضطرابات استخدام المواد يمكن الوقاية منها في الأطفال المعرضين للخطر بسبب سمات شخصية معينة.

في البرنامج الوقائي، تلقى الطلاب الذين سجلوا أعلى في سمات مثل الاندفاع والبحث عن الإحساس ورشات عمل تهدف إلى تعزيز المهارات المعرفية. بعد خمس سنوات، كان لدى الطلاب الذين شاركوا في البرنامج انخفاضًا بنسبة 87% في احتمالية تطوير اضطرابات استخدام المواد.

الخاتمة

تشير النتائج إلى أن فهم الاختلافات الدماغية والشخصية يمكن أن يساعد في تطوير استراتيجيات وقائية أكثر فعالية. البرامج التي تركز على تعزيز السمات الإيجابية وإدارة المخاطر يمكن أن توفر للشباب طرقًا للتعامل مع التحديات دون اللجوء إلى المخدرات. من المهم توجيه هؤلاء الشباب إلى كيفية الاستفادة من فضولهم وميلهم للمغامرة بطرق إيجابية وآمنة.

Scroll to Top