دور مقاومة الإنسولين في تدهور الإدراك لدى مرضى الزهايمر

في دراسة حديثة أجراها فريق من الباحثين في جامعة بريشيا، تم اكتشاف ارتباط مثير بين مقاومة الإنسولين وتدهور الوظائف الإدراكية لدى مرضى الزهايمر. هذه الدراسة، التي شملت 315 مريضًا غير مصابين بالسكري ويعانون من عجز إدراكي، تسلط الضوء على أهمية المؤشر المعروف باسم TyG في التنبؤ بسرعة تدهور الحالة الإدراكية لدى هؤلاء المرضى.

مقاومة الإنسولين وتأثيرها على الزهايمر

تعتبر مقاومة الإنسولين من العوامل المعروفة التي تساهم في تطور مرض الزهايمر، حيث تؤدي إلى انخفاض امتصاص الجلوكوز من قبل الخلايا العصبية وتراكم البروتينات النشوية، مما يسبب اضطرابات في الحاجز الدموي الدماغي ويساهم في الالتهابات. هذه العمليات تؤدي إلى زيادة خطر التدهور الإدراكي لدى المرضى.

أظهرت الدراسة أن المرضى الذين كانوا في الثلث الأعلى من مؤشر TyG ضمن فئة الضعف الإدراكي المعتدل المرتبط بالزهايمر تدهورت حالتهم بشكل أسرع من نظرائهم ذوي المؤشر الأقل. فقد فقدوا أكثر من 2.5 نقطة في اختبار الحالة العقلية المصغرة سنويًا، مما يشير إلى خطر أعلى بنسبة تصل إلى أربع مرات مقارنة بالمرضى الآخرين.

أهمية دراسة مؤشر TyG

يعتبر مؤشر TyG وسيلة منخفضة التكلفة ومتاحة بشكل روتيني لتحديد مقاومة الإنسولين، وقد استخدمه الباحثون لاستكشاف تأثير الخلل الأيضي على سرعة تدهور الإدراك بعد التشخيص. وبالرغم من أن مقاومة الإنسولين قد تم ربطها مسبقًا ببداية مرض الزهايمر، فإن دورها في تحديد سرعة تقدم المرض لم يحظ بالاهتمام الكافي.

تفاجأ الباحثون بوجود هذا التأثير فقط ضمن طيف الزهايمر وليس في الأمراض التنكسية العصبية الأخرى، مما يشير إلى وجود ضعف خاص بالمرض تجاه الإجهاد الأيضي خلال الفترة المبدئية، حيث قد لا تزال التدخلات تؤثر على مسار المرض.

التدخلات الوقائية والعلاجية

تشير نتائج الدراسة إلى أن تحديد المرضى ذوي المؤشر العالي قد يساعد في تحسين عملية اختيار المشاركين في التجارب السريرية للعلاجات المضادة للبروتينات النشوية أو التاو، فضلاً عن اتخاذ تدابير مبكرة لتحسين حساسية الإنسولين من خلال تغييرات في نمط الحياة أو العلاجات الدوائية.

يعمل الباحثون حاليًا على دراسة ما إذا كانت مستويات TyG تتوافق مع المؤشرات البيولوجية في التصوير العصبي لتسهيل الكشف المبكر وتصنيف المرضى. إذا أمكن استهداف الخلل الأيضي للتأخير من تقدم المرض، فإن ذلك سيوفر هدفًا قابلًا للتعديل بجانب الأدوية المعدلة للمرض التي تظهر في الأفق.

الخاتمة

تقدم هذه الدراسة رؤى جديدة حول كيفية استخدام مؤشرات الأيض مثل TyG للتنبؤ بتدهور الإدراك لدى مرضى الزهايمر. وقد أظهرت النتائج أهمية مقاومة الإنسولين كعامل مسبب في تدهور الوظائف العقلية لدى المرضى، مما يفتح الباب أمام استراتيجيات علاجية جديدة تستهدف تحسين حساسية الإنسولين وتأخير تقدم مرض الزهايمر. كما تسلط الضوء على أهمية البحث المستمر في العوامل الأيضية والجينية التي تؤثر على الأمراض العصبية التنكسية.

Scroll to Top