دور الخلايا النجمية في تأثير الإجهاد على السلوك

كشفت دراسة حديثة عن دور حاسم للخلايا النجمية في الدماغ في كيفية تأثير الإجهاد على السلوك، لا سيما بعد التعرض للضغوط في مراحل الطفولة المبكرة. أظهرت الأبحاث أن الإجهاد يؤدي إلى تقليص حجم الخلايا النجمية وتقليل تفرعاتها، بالإضافة إلى تغيير نشاط الخلايا العصبية في منطقة الدماغ المسؤولة عن النوم واليقظة.

الخلايا النجمية وتأثير الإجهاد

تُعتبر الخلايا النجمية نوعًا من الخلايا الدماغية الحساسة لتغيرات مستوى الميتابوليتات في الدم. وعندما تتفاعل مع هذه التغيرات، يمكن أن تؤثر بشكل كبير على الخلايا العصبية المجاورة لها، مما يجعلها هدفًا مهمًا لفهم تأثير الإجهاد على الدماغ.

في دراسة أجريت على الفئران، وُجد أن الإجهاد يسبب ارتفاعًا في مستوى هرمون الكورتيكوستيرون، وهو هرمون الإجهاد لدى القوارض، مما يؤدي إلى تغيرات في سلوك الفئران.

الفروق بين الجنسين في التأثيرات السلوكية

تظهر الدراسات أن الإجهاد في مراحل الطفولة يؤثر بشكل مختلف على الذكور والإناث من الفئران. حيث كانت الإناث أقل نشاطًا في الليل، بينما أظهرت الذكور نشاطًا مفرطًا خلال النهار. يُعتقد أن هذه التغيرات السلوكية ترتبط بالنشاط غير الطبيعي للخلايا العصبية المنتجة للنيوروببتيدات في الدماغ.

وقد لوحظت هذه الفروقات أيضًا لدى البشر الذين تعرضوا لضغوط مماثلة، مما يشير إلى أهمية دراسة تأثير الإجهاد على الخلايا النجمية كوسيلة لفهم ومعالجة الاضطرابات النفسية.

إمكانات علاجية جديدة

اكتشف الباحثون أنه من خلال حذف مستقبلات هرمون الإجهاد في الخلايا النجمية، يمكن استعادة السلوك الطبيعي والنشاط العصبي لدى الفئران التي تعرضت للإجهاد في مراحل الطفولة. وعلى الرغم من أن الخلايا النجمية لم تستعد حجمها الأصلي، إلا أنها استعادت تعقيدها في التفرعات، مما يشير إلى إمكانية استخدام الخلايا النجمية كهدف علاجي محتمل.

تشير هذه النتائج إلى أن الخلايا النجمية قد تكون هدفًا واعدًا في الوقاية من الاكتئاب المقاوم للعلاج لدى البشر، خاصة وأن تأثيراتها تظهر قبل أن تتأثر الخلايا العصبية.

الخاتمة

تعد هذه الدراسة خطوة مهمة لفهم كيفية تأثير الإجهاد على الدماغ، خاصة من خلال دور الخلايا النجمية. بينما تكشف الأبحاث الحالية عن إمكانات علاجية جديدة من خلال تعديل نشاط الخلايا النجمية، إلا أن التحديات في تطبيق هذه الاكتشافات على البشر لا تزال كبيرة. مع ذلك، فإن هذه النتائج تفتح آفاقًا جديدة للتدخلات العلاجية التي قد تساعد في الوقاية من الاكتئاب المقاوم للعلاج في المستقبل.

Scroll to Top