دراسة جديدة تكشف عن فوائد دواء أمبروكسول لمرضى الخرف الباركنسوني

كشفت دراسة سريرية جديدة عن أن دواء أمبروكسول، المعروف كعلاج للسعال في أوروبا، قد يسهم في إبطاء التدهور المعرفي لدى الأشخاص المصابين بالخرف الباركنسوني. وقد أظهرت الدراسة التي استمرت لمدة 12 شهرًا أن هذا الدواء يمكنه تثبيت الأعراض النفسية، وحماية الدماغ من التلف، بل وحتى تحسين الأداء المعرفي لدى المشاركين المعرضين للخطر جينيًا.

ما هو أمبروكسول وكيف يعمل؟

يعتبر أمبروكسول دواءً شائعًا يستخدم منذ عقود في علاج مشاكل الجهاز التنفسي في أوروبا، ولكنه لم يُعتمد بعد للاستخدام في أمريكا الشمالية. يعمل هذا الدواء على تعزيز إنزيم يُدعى “GCase”، الذي غالبًا ما يكون ناقصًا لدى مرضى الباركنسون، مما يؤدي إلى تراكم الفضلات في خلايا الدماغ وبالتالي إلحاق الضرر بها.

يعتمد أمبروكسول على دوره كـ”مرافق” لإنزيم بيتا-غلوكوسيريبروسيداز، مما يساعد على زيادة مستوياته وتقليل الأضرار الناجمة عن تراكم البروتين ألفا-سينوكلين في الخلايا.

تفاصيل الدراسة السريرية

أجريت الدراسة في معهد لوسون للأبحاث بمشاركة 55 مريضًا يعانون من الخرف الباركنسوني، والذين تمت مراقبة ذاكرتهم وأعراضهم النفسية ومستويات GFAP، وهو مؤشر في الدم يرتبط بتلف الدماغ.

قسم المشاركون إلى مجموعتين، حيث تلقت مجموعة منهم جرعات يومية من أمبروكسول، بينما تلقت المجموعة الأخرى دواءً وهميًا. أظهرت النتائج أن الأعراض النفسية تدهورت في المجموعة التي تلقت الدواء الوهمي، بينما ظلت مستقرة لدى المجموعة التي تناولت أمبروكسول.

الفوائد الجينية والحماية الدماغية

أظهرت الدراسة أن المشاركين الذين يمتلكون متغيرات جينية عالية المخاطر من جين GBA1 شهدوا تحسنًا في الأداء المعرفي عند تناول أمبروكسول. كما ظل مؤشر GFAP، الذي يشير إلى تلف خلايا الدماغ، مستقرًا لدى المجموعة التي تناولت أمبروكسول، مما يشير إلى أن الدواء قد يوفر حماية للدماغ.

هذه النتائج تجعل من أمبروكسول خيارًا واعدًا للتجارب المستقبلية، خاصة في ظل عدم وجود علاجات حالية توقف تقدم المرض بشكل فعال.

التحديات المستقبلية والتجارب اللاحقة

على الرغم من النتائج الإيجابية، فإن أمبروكسول لم يُعتمد بعد للاستخدام في كندا أو الولايات المتحدة لعلاج الخرف الباركنسوني أو أي استخدامات أخرى. ومع ذلك، يرى الباحثون أن هذه النتائج تقدم أساسًا قويًا لإجراء دراسات أكبر وأكثر تفصيلًا في المستقبل.

يخطط الباحثون لإجراء دراسة جديدة تركز على تأثير أمبروكسول على الوظيفة المعرفية في وقت لاحق من هذا العام، مما قد يقدم إجابات أكثر وضوحًا حول فعاليته في هذا المجال.

الخاتمة

تشير الدراسة الحالية إلى أن أمبروكسول قد يكون له دور مهم في حماية الدماغ وتحسين الوظائف المعرفية لدى مرضى الخرف الباركنسوني، خاصة أولئك الذين لديهم استعداد جيني. في ظل عدم وجود علاجات فعالة حاليًا، قد يوفر هذا الدواء أملًا جديدًا للمرضى وأسرهم في تحسين جودة حياتهم.

Scroll to Top