دراسة جديدة تكشف عن استجابة الدماغ للإجهاد العقلي

تكشف دراسة حديثة عن كيفية استجابة الدماغ للتعب العقلي، حيث تم تحديد منطقتين رئيسيتين: الجهة اليمنى من القشرة الجزرية والقشرة الجبهية الجانبية الظهرية، اللتين تصبحان أكثر نشاطًا مع تراكم التعب الإدراكي. باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي، لاحظ الباحثون كيفية استجابة المتطوعين لمهام الذاكرة الشاقة وكيف تغيرت رغبتهم في الاستمرار بناءً على التعب الداخلي والمكافآت الخارجية.

مقدمة إلى دراسة الإجهاد العقلي

الإجهاد العقلي هو حالة شائعة تتعرض لها الأفراد في الحياة اليومية، وتتسبب في تقليل القدرة على التركيز والاستمرار في العمل الذهني. على الرغم من انتشار هذه الظاهرة، إلا أن الفهم العلمي لكيفية تأثيرها على الدماغ كان محدودًا حتى الآن.

في الدراسة التي أجراها باحثون من جامعة جونز هوبكنز، تم استخدام تقنيات التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي لتحديد المناطق الدماغية التي تتفاعل مع الإجهاد العقلي.

التجارب والإجراءات

شارك في الدراسة 28 متطوعًا من الشباب البالغين، حيث تم إجراء تجارب شاقة تتضمن مهام تذكير معقدة. تم تحفيز المشاركين بمكافآت مالية تزداد مع زيادة تعقيد المهام، وذلك لقياس قدرتهم على الاستمرار في الأداء تحت تأثير التعب.

أظهرت النتائج أن النشاط في منطقتي القشرة الجزرية اليمنى والقشرة الجبهية الجانبية الظهرية يزداد بوضوح مع الإحساس بالتعب. هذه المناطق ترتبط بمشاعر التعب والسيطرة على الذاكرة العاملة.

الإجهاد مقابل الحوافز

أحد الاكتشافات الرئيسية للدراسة هو أن الحوافز المالية العالية كانت قادرة على دفع المشاركين لمواصلة الجهد العقلي، حتى عندما كانوا يشعرون بالتعب. يشير هذا إلى أن الحوافز الخارجية يمكن أن تؤثر بشكل كبير على قرارات الأفراد للاستمرار في العمل العقلي.

لكن الباحثين لاحظوا أيضًا وجود تباين بين الشعور الشخصي بالتعب وما يمكن للدماغ تحقيقه بالفعل، مما يشير إلى أن الدماغ قد يكون قادرًا على تحمل جهد أكبر مما يعتقد الفرد.

تطبيقات إكلينيكية محتملة

تفتح هذه الاكتشافات أفقًا جديدًا في علاج الحالات المرتبطة بالإجهاد العقلي مثل الاكتئاب واضطراب ما بعد الصدمة. من خلال توفير نظرة بيولوجية قابلة للقياس للجهد الذهني، يمكن للأطباء تقديم تقييمات وعلاجات أكثر دقة للمرضى الذين يعانون من الإرهاق العقلي.

يمكن أن تساعد هذه الدراسة في تطوير علاجات جديدة تعتمد على تعديل النشاط الدماغي باستخدام الأدوية أو العلاج السلوكي المعرفي.

الخاتمة

في الختام، تقدم هذه الدراسة رؤى مهمة حول كيفية استجابة الدماغ للإجهاد العقلي، مع التركيز على المناطق الدماغية الرئيسية التي تتفاعل مع التعب. يفتح هذا البحث الطريق لفهم أعمق لكيفية تأثير الإجهاد على اتخاذ القرار ويوفر أساسًا لتطوير استراتيجيات علاجية جديدة للمساعدة في إدارة الحالات الصحية المرتبطة بالإجهاد العقلي.

Scroll to Top