دراسة جديدة تكشف عن اختلاف سرعة شيخوخة الأعضاء وتأثيرها على الصحة العامة

تشير الأبحاث الحديثة إلى أن الأعضاء البشرية تشيخ بسرعات متفاوتة، وأن هذه الفروقات يمكن أن تكون مؤشراً على مخاطر الأمراض المستقبلية وحتى توقع طول العمر. باستخدام توقيعات البروتين المستندة إلى الدم من أكثر من 44,000 مشارك، طور الباحثون خوارزمية لتقدير العمر البيولوجي لـ 11 نظامًا عضويًا.

أهمية العمر البيولوجي للأعضاء

بينما يحتفل الناس بأعياد ميلادهم بعدد معين من الشموع، فإن هذا العدد لا يعكس بالضرورة العمر الحقيقي للصحة الفسيولوجية للفرد. يُعرف هذا بالعمر البيولوجي، وهو مقياس أكثر دقة للحالة الفسيولوجية واحتمال تطور اضطرابات مرتبطة بالعمر مثل مشكلات القلب ومرض الزهايمر.

أظهرت الدراسة أن العمر البيولوجي للدماغ يلعب دورًا كبيرًا في تحديد المدة المتبقية لحياة الشخص. فالدماغ القديم بيولوجيًا يزيد من خطر الوفاة مقارنة بالعقل الشاب، مما يجعله مؤشرًا هامًا لطول العمر.

تطوير الخوارزمية وفوائدها

عمل فريق البحث على تحليل بيانات 44,498 مشاركًا تتراوح أعمارهم بين 40 إلى 70 عامًا، تم اختيارهم عشوائيًا من مشروع جمع البيانات الطولي المعروف باسم بنك بيانات المملكة المتحدة. باستخدام تقنية مختبرية متقدمة، تم تحليل مستويات ما يقرب من 3,000 بروتين في دم كل مشارك.

من خلال هذه البيانات، طور العلماء خوارزمية لتحديد مدى اختلاف توقيع البروتين المركب لكل عضو عن المتوسط العام للأشخاص في نفس العمر. بناءً على هذه الفروقات، تم تحديد العمر البيولوجي لكل من الأعضاء الأحد عشر لكل موضوع.

التنبؤ بالمخاطر الصحية للأعضاء

أثبتت الخوارزمية قدرتها على التنبؤ بالصحة المستقبلية للأشخاص عضوًا بعضو، بناءً على العمر البيولوجي الحالي لأعضائهم. تم فحص الارتباطات بين الأعضاء المسنة بيولوجيًا وأي من 15 اضطرابًا مختلفًا مثل أمراض الزهايمر وباركنسون وأمراض الكبد والكلى المزمنة ومرض السكري من النوع 2.

على سبيل المثال، كان القلب المسن بيولوجيًا مؤشرًا على زيادة خطر الإصابة بالرجفان الأذيني أو فشل القلب، بينما كانت الرئتان المسنتان مؤشرًا على خطر الإصابة بمرض الانسداد الرئوي المزمن.

تأثير الدماغ على الصحة العامة

كان الارتباط بين الدماغ المسن بيولوجيًا وتطور مرض الزهايمر قويًا بشكل خاص، حيث يزيد من فرصة تشخيص المرض بثلاثة أضعاف مقارنة بالدماغ العادي. بينما كان الدماغ الشاب بيولوجيًا وقائيًا بشكل كبير ضد الزهايمر.

بالإضافة إلى ذلك، كان عمر الدماغ أفضل مؤشر فردي للوفاة العامة. فالدماغ المسن يزيد من خطر الوفاة بنسبة 182% خلال فترة 15 عامًا، بينما يقلل الدماغ الشاب من هذا الخطر بنسبة 40%.

الخاتمة

تفتح هذه الدراسة المجال أمام أبحاث جديدة تهدف إلى اختبار تدخلات طول العمر وتأثيراتها على الأعمار البيولوجية للأعضاء الفردية. يمكن أن يساعد هذا النهج في تحديد عوامل الخطر مبكرًا وتوجيه التدخلات الوقائية قبل ظهور الأعراض. ومع خطط لتجاريب الأدوات التحليلية، قد نرى قريبًا اختبارات متاحة لتحديد الأعمار البيولوجية للأعضاء الرئيسية مثل الدماغ والقلب والجهاز المناعي، مما يسهم في تحسين الرعاية الصحية العامة.

Scroll to Top