دراسة جديدة تكشف أسرار تغيير الجنس لدى سمكة الباكيتى النيوزيلندية

أجريت دراسة حديثة بقيادة قسم التشريح ونشرت في مجلة Proceedings of the Royal Society B، تناولت السمكة النيوزيلندية الباكيتى، وهي نوع من الأسماك القادرة على تغيير جنسها من أنثى إلى ذكر خلال مرحلة البلوغ استجابة للتغيرات في التسلسل الهرمي الاجتماعي.

الآليات السلوكية لتغيير الجنس

وجدت الدراسة أن عملية تغيير الجنس تبدأ تقريبًا فور إزالة السمكة المهيمنة من المجموعة. وقد لاحظ الباحثون أن السمكة التي تحتل المرتبة الثانية في التسلسل الهرمي تستغل الفرصة بسرعة كبيرة لعرض سلوكيات مهيمنة.

أوضحت هايلي كويرتيرموس، المؤلفة الرئيسية للدراسة، أن السلوكيات العدوانية التي تتضمن السباحة السريعة نحو الأفراد التابعين، تحدث بشكل مباشر تقريبًا بعد إزالة السمكة المهيمنة. وتنطوي هذه السلوكيات أحيانًا على اتصال جسدي مع السمك التابع، بما في ذلك العض حول الذيل والزعانف.

الفروق في التغيرات السلوكية بين الأنواع

على الرغم من أن تغيير الجنس في سمكة الباكيتى يرتبط بعرض سلوكيات مهيمنة، إلا أن ذلك لا يعني بالضرورة تغييرًا من السلوك “الأنثوي” النموذجي إلى “الذكوري”، حيث أن بعض الأنواع الأخرى من الأسماك التي تغير جنسها، مثل سمك المهرج، تتحول من ذكر إلى أنثى مهيمنة.

وقد أظهرت الدراسة أن الأسماك الكبيرة والمهيمنة لديها فرصة أكبر لتغيير جنسها عند اختلال الهيكل الاجتماعي، بينما يمكن للأسماك الأقل هيمنة تغيير سلوكياتها بسرعة للاستفادة من الفرص الجديدة.

الدلالات العصبية لتغيير الجنس

تطرقت الدراسة أيضًا إلى الآليات العصبية التي تكمن وراء التفاعلات الاجتماعية لسمكة الباكيتى، حيث وجدوا أن شبكة اتخاذ القرارات الاجتماعية في دماغ السمكة تلعب دورًا مهمًا في تأسيس الهيمنة.

وأظهرت الأسماك التي احتلت مواقع مهيمنة اختلافات كبيرة في هذه الشبكة مقارنة بالأسماك ذات الرتب الأخرى. وأوضح الدكتور كاج كامسترا، الذي قاد الجوانب العصبية من البحث، أن النتائج تقدم رؤى قيمة حول التفاعل المعقد بين السلوك الاجتماعي والعمليات العصبية في هذه الأسماك.

تطبيقات أوسع للدراسة

تمتد التطبيقات العملية لهذه الدراسة إلى أنواع أخرى من الأسماك التي تغير جنسها حيث يبدو أن الهيمنة الاجتماعية هي المحفز الأكثر شيوعًا لتغيير الجنس. ويمكن أن تكون هذه النتائج مفيدة لصناعة تربية الأحياء المائية ومصايد الأسماك المفتوحة، حيث تعتمد العديد من مصايد الأسماك التجارية ذات القيمة العالية على الأسماك التي تغير جنسها، مثل سمك القد الأزرق النيوزيلندي.

الخاتمة

في الختام، تسلط هذه الدراسة الضوء على الأهمية الكبيرة للسياق الاجتماعي في تشكيل السلوك الفردي وتكشف عن المرونة الكبيرة للآليات الدماغية في التأقلم مع البيئات الاجتماعية المتغيرة. إن الفهم الأعمق لهذه الآليات يمكن أن يوفر فوائد كبيرة ليس فقط في مجال الأحياء البحرية ولكن أيضًا في فهم الديناميات الاجتماعية لدى الأنواع الأخرى، بما في ذلك البشر.

Scroll to Top