في خطوة رائدة نحو تحسين أداء الأطراف العصبية الاصطناعية، توصل فريق بحثي دولي إلى طريقة مبتكرة لتقليل الاستجابة المناعية للجسم تجاه هذه الأطراف، وذلك بتغطيتها بمادة دوائية مضادة للالتهاب تُطلق ببطء لتحسين فعالية هذه الأطراف على المدى الطويل.
التحديات التي تواجه الأطراف العصبية الاصطناعية
تُعتبر الأطراف العصبية الاصطناعية وسيلة مهمة لاستعادة الاتصال بين الأجهزة الاصطناعية والنظام العصبي للمريض. ومع ذلك، تتعرض هذه الأطراف لتحديات كبيرة تتمثل في الاستجابة المناعية الطبيعية للجسم تجاه الأجسام الغريبة، مما يؤدي إلى تكوين أنسجة ندبية حول الزرعات ويؤثر على وظيفتها.
تتسبب هذه الاستجابة المناعية في تراجع أداء الأطراف العصبية الاصطناعية بمرور الوقت، مما يجعل من الصعب الحفاظ على فعاليتها على المدى الطويل.
الابتكار في طلاء الأطراف العصبية
قام الباحثون بتطوير تقنية جديدة تتمثل في تغليف أسطح الأقطاب العصبية بمادة البوليمايد، وهي مادة تُستخدم عادة في هذه الزرعات، بمادة دوائية مضادة للالتهاب تُعرف باسم الديكساميثازون.
تمت معالجة سطح مادة البوليمايد كيميائياً لتمكين الربط التساهمي للديكساميثازون، مما يسمح بإطلاق الدواء ببطء في موقع الزرع على مدى شهرين، وهي فترة حاسمة يتزايد خلالها رد الفعل المناعي للجسم.
نتائج الدراسة والاختبارات الحيوية
أظهرت الاختبارات الحيوية أن هذه الطريقة تقلل من الإشارات الالتهابية في الخلايا المناعية، بينما تحافظ على التوافق الحيوي وسلامة المادة الميكانيكية. وأكدت الاختبارات على الحيوانات أن الزرعات التي تُطلق الديكساميثازون تقلل بشكل كبير من التفاعل المناعي وتكوين الأنسجة الندبية حول الجهاز.
تظهر هذه النتائج أن الإطلاق البطيء والمحلي للديكساميثازون من سطح الزرعة يمكن أن يمدد العمر الوظيفي للأطراف العصبية الاصطناعية، مما يمثل خطوة واعدة في مواجهة التحديات الطويلة الأمد لتكنولوجيا الزرعات العصبية.
الخاتمة
يمثل هذا الابتكار خطوة مهمة نحو تحسين فعالية واستقرار الأطراف العصبية الاصطناعية على المدى الطويل. من خلال تقليل الاستجابة المناعية وتكوين الأنسجة الندبية، يمكن لهذه التقنية أن تحسن من أداء الزرعات العصبية وتسهم في تحسين جودة حياة المرضى الذين يعتمدون على هذه الأجهزة لاستعادة القدرات الحركية أو الحسية.