في دراسة حديثة قادتها ستانفورد ميديسن، تبين أن علاج CAR-T للخلايا يمكن أن يسبب تدهورًا إدراكيًا طفيفًا، بغض النظر عن العلاجات السرطانية الأخرى. ويحدث هذا عبر نفس الآلية الخلوية التي تسبب التدهور الإدراكي من العلاج الكيميائي والالتهابات التنفسية مثل الإنفلونزا وكوفيد-19. هذه الدراسة التي أجريت بغالبها على الفئران ستُنشر عبر الإنترنت في مجلة Cell، كما أنها تحدد استراتيجيات لعكس هذه المشكلة.
فهم العلاج بالخلايا CAR-T
تمت الموافقة على علاج CAR-T للخلايا في عام 2017 لعلاج سرطان الدم الليمفاوي الحاد. يتضمن هذا العلاج إزالة بعض الخلايا المناعية من جسم المريض، وتعديلها لتستهدف خلايا السرطان، ومن ثم إعادتها إلى جسم المريض لتدمير الخلايا السرطانية.
يُستخدم العلاج الآن لعلاج أنواع أخرى من سرطانات الدم، ويتم اختباره في تجارب سريرية لأورام صلبة مختلفة. يعمل الباحثون في ستانفورد على تجربة مستمرة لعلاج أورام الدماغ والنخاع الشوكي باستخدام CAR-T، والتي بدأت تُظهر نجاحًا.
التدهور الإدراكي وتأثيره
أظهرت الدراسة أن العلاج بالخلايا CAR-T يمكن أن يسبب تدهورًا إدراكيًا طفيفًا، لكنه ليس حادًا بما يكفي للتسبب في الخرف. رغم ذلك، فإن هذا التدهور قد يكون محبطًا ولا يختفي من تلقاء نفسه. استخدمت الدراسات على الفئران مركبات مشابهة للأدوية الحالية لعكس هذه التأثيرات، مما يعني أن العلاج قد يكون متاحًا قريبًا.
وأشارت الدكتورة ميشيل مونجي إلى أن فهم تأثيرات العلاج على الإدراك أمر بالغ الأهمية، خصوصًا للأطفال الذين لا تزال أدمغتهم في مرحلة النمو.
تحليل آلية التأثير
أظهرت الدراسة أن الخلايا المناعية في الدماغ، المعروفة باسم الخلايا الدبقية الصغيرة، تلعب دورًا رئيسيًا في المشكلة. تصبح هذه الخلايا نشطة بسبب استجابة الجسم المناعية، وتنتج جزيئات التهابية تؤثر على الدماغ بشكل واسع وتضر بالخلايا المسؤولة عن تكوين المايلين، مما يؤدي إلى تدهور الإدراك.
قام الباحثون بتحليل عينات من أنسجة المخ من أشخاص مشاركين في التجارب السريرية، وأكدوا أن الخلايا الدبقية والخلايا المسؤولة عن المايلين تظهر نفس الخلل الذي لوحظ في الفئران بعد العلاج.
استراتيجيات العلاج المستقبلية
اختبر الباحثون استراتيجيات لحل المشاكل الإدراكية في الفئران، مثل استخدام مركب يقلل من الخلايا الدبقية لفترة مؤقتة، مما يؤدي إلى عودة الخلايا بحالة طبيعية وغير تفاعلية، وبالتالي يحسن الوظائف الإدراكية.
كما قام الباحثون بإعطاء دواء يتداخل مع إشارات الكيموكينات الضارة، مما أدى إلى تحسين الإدراك لدى الفئران. يعمل الفريق الآن على تحويل هذه الاستراتيجيات بأمان إلى البشر الذين خضعوا لعلاج CAR-T.
الخاتمة
تعد هذه الدراسة خطوة هامة في فهم تأثيرات العلاج بالخلايا CAR-T على الإدراك. لقد حددت الدراسة الآليات الخلوية وراء التدهور الإدراكي ووضعت استراتيجيات علاجية قد تكون فعالة. يؤكد الباحثون على أهمية مواصلة البحث لفهم كامل التأثيرات وتطوير علاجات تحسن جودة الحياة للمرضى الذين يتلقون العلاج المناعي.