تشير دراسة حديثة إلى أن الموسيقى يمكن أن تلعب دورًا هامًا في تخفيف أعراض دوار الحركة، حيث وجد الباحثون أن بعض أنواع الموسيقى يمكن أن تساعد في التعافي بشكل أكثر فعالية من هذا الإزعاج الشائع أثناء السفر.
الموسيقى كعلاج لدوار الحركة
تبين أن دوار الحركة، الذي يعاني منه العديد من المسافرين، يمكن أن يتم التخفيف منه بشكل فعال باستخدام الموسيقى. قام فريق من الباحثين باستخدام جهاز محاكاة القيادة لتحفيز دوار الحركة لدى المشاركين، ومن ثم تم تشغيل أنواع مختلفة من الموسيقى لهم أثناء محاولتهم التعافي.
أظهرت النتائج أن الموسيقى المبهجة والناعمة كانت الأكثر فعالية في التخفيف من دوار الحركة، بينما كانت الموسيقى الحزينة أقل فاعلية من عدم القيام بأي شيء على الإطلاق. وأوضح الدكتور كيزونغ يو من جامعة ساوث ويست في الصين، وهو المؤلف المشارك للدراسة، أن الموسيقى تقدم استراتيجية تدخل غير جراحية ومنخفضة التكلفة.
دور النشاط الدماغي
بجانب النتائج النفسية، كشفت الدراسة أيضًا عن تغييرات في نشاط الدماغ مرتبطة بأعراض دوار الحركة. استخدم الباحثون جهاز تخطيط كهربائية الدماغ (EEG) لمراقبة نشاط الدماغ لدى المشاركين أثناء تعرضهم للدوار. أظهرت البيانات أن دوار الحركة يرتبط بتقليل النشاط في الفص القذالي، والذي عاد إلى مستوياته الطبيعية أثناء التعافي.
يُعتقد أن الموسيقى الناعمة تساعد في تهدئة الأشخاص، مما يخفف من التوتر الذي يزيد من حدة دوار الحركة، بينما قد تعمل الموسيقى المبهجة على تشتيت الانتباه وتنشيط أنظمة المكافأة في الدماغ.
التحديات والمزيد من الأبحاث
على الرغم من النتائج المشجعة، يشير العلماء إلى أن هناك حاجة لإجراء المزيد من الأبحاث لتأكيد هذه النتائج. أشار يو إلى أن الحجم الصغير للعينة في الدراسة يمثل قيدًا يؤثر على القوة الإحصائية للنتائج. ومن الضروري إجراء دراسات بحجم أكبر لتأكيد أنماط EEG كمؤشر كمي لدوار الحركة.
كما دعا الباحثون إلى إجراء دراسات تحت ظروف الحياة الواقعية، حيث يمكن أن تؤثر الطرق الحقيقية على الدماغ بطرق مختلفة مقارنة بالطرق المحاكاة.
الخاتمة
بناءً على استنتاجات الدراسة، يمكن للأفراد الذين يعانون من أعراض دوار الحركة أثناء السفر الاستماع إلى الموسيقى المبهجة أو الناعمة لتحقيق الراحة. تشير الأطر النظرية الرئيسية لدوار الحركة إلى أن هذه النتائج قد تمتد لتشمل دوار الحركة الذي يُختبر أثناء السفر الجوي أو البحري.
