أظهرت دراسة حديثة أن العيش في أحياء متخلفة قد يزيد من خطر الإصابة بمرض الزهايمر من خلال رفع مستويات المؤشرات الحيوية المرتبطة بالالتهاب والتنكس العصبي. وقد شمل البحث 334 من كبار السن وكشف عن مستويات مرتفعة من التاو وYKL-40، وهي مؤشرات حيوية مرتبطة بالزهايمر والالتهاب الدماغي، لدى الأشخاص الذين يعيشون في مناطق أقل حظًا.
العلاقة بين البيئة السكنية والمؤشرات الحيوية للزهايمر
أشارت الدراسة إلى أن الأفراد الذين يعيشون في أحياء متخلفة يظهرون مستويات أعلى من التاو في السائل الدماغي الشوكي، وهو مؤشر حيوي رئيسي لمرض الزهايمر. كما كانت هناك زيادات في مستويات البروتين التفاعلي C في الدم، مما يشير إلى وجود التهاب نظامي.
على الرغم من أن الدراسة لم تثبت أن عوامل الأحياء تسبب هذه المؤشرات الحيوية، إلا أنها تشير إلى وجود ارتباط بين العوامل البيئية ومستويات المؤشرات الحيوية.
تأثير الإجهاد المزمن على الصحة العقلية
يرى الباحثون أن الضغوطات المزمنة المرتبطة بظروف الأحياء قد تلعب دورًا في تسريع العمليات البيولوجية التي تسهم في تطور مرض الزهايمر. وقد تم قياس مستويات البروتينات في الدم والسائل الدماغي الشوكي على فترات زمنية متعددة لدراسة تأثير الأحياء على مدى طويل.
أوضحت النتائج أن كل زيادة بمقدار 10 نقاط في تصنيف التدهور الحي كانت مرتبطة بزيادة قدرها 0.05 ملليغرام لكل لتر في مستوى البروتين التفاعلي C كل عام.
نتائج البحث وتوصياته
أكدت الدكتورة أنجيلا جيفرسون، الباحثة الرئيسية في الدراسة، على أن هذه النتائج تشير إلى أن العيش في أحياء متخلفة قد يؤدي إلى تعرضات أكثر إجهادًا تساهم في التنكس العصبي، مما يزيد من خطر الإصابة بمرض الزهايمر.
وأوصت بأن يأخذ مقدمو الرعاية الصحية في اعتبارهم حالة الأحياء عند العمل مع الأفراد الذين يمكن أن يستفيدوا من استراتيجيات للحد من مستويات الالتهاب من خلال تقنيات تقليل الإجهاد وممارسة الرياضة.
التحديات والقيود في الدراسة
من ضمن القيود التي واجهتها الدراسة أن معظم المشاركين كانوا من البيض ذوي التعليم الجيد ويعيشون في أحياء أقل تدهورًا مقارنة بمتوسط الولايات المتحدة، مما قد يؤثر على تعميم النتائج على مجموعات أخرى.
تلقت الدراسة دعمًا من جمعية الزهايمر والمعهد الوطني للشيخوخة.
الخاتمة
تلقي هذه الدراسة الضوء على أهمية العوامل البيئية في التأثير على الصحة العقلية والبدنية. تظهر النتائج أن الظروف البيئية يمكن أن تلعب دورًا كبيرًا في تطور الأمراض العصبية مثل الزهايمر. من الضروري مواصلة البحث في هذا المجال وإشراك الأفراد من الأحياء المتخلفة في دراسات الوقاية والعلاج. يجب أن تكون استراتيجيات الصحة العامة شاملة وتركز على تحسين الظروف المعيشية لتقليل مخاطر الأمراض المرتبطة بالالتهاب والتنكس العصبي.