الواجهة الدماغية الحاسوبية غير الغازية المعززة بالذكاء الاصطناعي: نقلة نوعية في تكنولوجيا المساعدة

في خطوة رائدة نحو مستقبل أكثر إشراقًا للأشخاص الذين يعانون من الشلل أو الاضطرابات الحركية، قام باحثون بجامعة كاليفورنيا بتطوير نظام واجهة دماغية حاسوبية غير غازية يتميز بدمج الذكاء الاصطناعي لتحسين دقة وسرعة التحكم في الأطراف الروبوتية أو المؤشرات الحاسوبية.

التكنولوجيا غير الغازية: مستقبل الأمان والسهولة

لطالما كانت الواجهات الدماغية الحاسوبية التقليدية تعتمد على عمليات جراحية معقدة لزرع الأجهزة، ما يرفع من نسبة المخاطر والتكلفة. ومع ذلك، فإن النظام الجديد الذي طوره مهندسو جامعة كاليفورنيا يعتمد بالكامل على جهاز قابل للارتداء يسجل إشارات الدماغ عبر تقنية التخطيط الكهربائي للدماغ (EEG)، مما يجعله بديلاً أكثر أمانًا وأقل خطرًا.

وقد نجح الفريق في تطوير خوارزميات خاصة لفك تشفير الإشارات الكهربائية للدماغ وترجمتها إلى أوامر حركية، مما يمكن المستخدمين من التحكم في الأطراف الروبوتية أو المؤشرات الحاسوبية بدقة وسرعة غير مسبوقتين.

الذكاء الاصطناعي: شريك موثوق في التحكم الذاتي

يعتبر الذكاء الاصطناعي في هذا النظام بمثابة طيار آلي يعزز من قدرات المستخدم على التحكم في الأجهزة. تعمل الكاميرا الذكية المدمجة في النظام على تفسير نية المستخدم في الوقت الحقيقي، مما يساعد على توجيه المؤشر أو الذراع الروبوتية بدقة.

خلال التجارب، أظهر المشاركون – بمن فيهم فرد مصاب بالشلل – قدرة محسنة بشكل ملحوظ على إتمام المهام بسرعة أكبر بفضل الدعم الذكي. لقد تمكن المشاركون من تنفيذ مهام ما كان من الممكن إنجازها بدون مساعدة الذكاء الاصطناعي.

التطبيقات المستقبلية والتحديات

تفتح هذه التقنية الباب أمام تطوير مجموعة واسعة من التطبيقات التي يمكن أن تعود بالنفع على الأشخاص الذين يعانون من إعاقات حركية. يمكن للنظام الجديد أن يساعدهم في استعادة جزء من استقلاليتهم في أداء المهام اليومية مثل الإمساك بالأشياء وتحريكها بدقة.

ومع ذلك، لا تزال هناك تحديات تقنية تتعلق بتحسين دقة فك تشفير إشارات الدماغ وزيادة قدرة الذكاء الاصطناعي على التعاون في مهام أكثر تعقيدًا. يعمل الفريق على زيادة كمية البيانات التدريبية المستخدمة لتحسين أداء النظام.

الخاتمة

يمثل هذا الابتكار في مجال الواجهات الدماغية الحاسوبية نقلة نوعية نحو تطوير تقنيات مساعدة أكثر أمانًا وفعالية لذوي الاحتياجات الخاصة. بفضل الدمج الذكي للذكاء الاصطناعي مع تقنيات تسجيل إشارات الدماغ، يمكن للمستخدمين الآن التطلع إلى مستقبل يتمتعون فيه بمزيد من الاستقلالية والقدرة على أداء المهام اليومية بسهولة ويسر.

Scroll to Top