الكلاب الموهوبة في تعلم الكلمات: دراسة جديدة تكشف عن قدراتها الفريدة

تُظهر الدراسات الحديثة كيف يمكن لبعض الكلاب الموهوبة تجاوز مجرد حفظ أسماء الأشياء لتطبيق الكلمات على وظائف جديدة. من خلال دراسة أُجريت على كلاب ذات مفردات كبيرة، تم اكتشاف أن هذه الكلاب قادرة على التمييز بين الألعاب بناءً على وظائفها وليس فقط أشكالها.

مقدمة عن الدراسة وتفاصيلها

في دراسة نُشرت مؤخرًا في مجلة Current Biology، قام فريق من الباحثين بقيادة كلوديا فوجازا من جامعة إيوتفوس لوراند في هنغاريا، بالتحقيق في قدرات بعض الكلاب الموهوبة في تعلم الكلمات. تم التركيز على الكلاب التي تمتلك مفردات واسعة، وخاصة كلاب البوردر كولي، لمعرفة مدى قدرتها على توسيع فهمها للكلمات لتشمل أشياء جديدة تشترك في نفس الوظيفة.

شملت الدراسة عشر كلاب موهوبة، حيث تم تعليمها أسماء لألعاب من فئتين مختلفتين: ألعاب الشد وألعاب الجلب. كانت كل الألعاب مختلفة في الحجم والشكل واللون، لذا لم يكن المظهر هو العامل الرئيسي في التعلم.

نتائج التجربة وكيفية تطبيقها

بعد أربعة أسابيع من التدريب، تم تقديم ألعاب جديدة تختلف عن الألعاب المعتادة للكلاب. خلال فترة اللعب، تعلمت الكلاب وظائف الألعاب الجديدة دون أن يتم تعليمها كلمات جديدة لتلك الألعاب. بعد أسبوع من اللعب، وعندما طُلب منها إحضار ألعاب معينة، تمكنت الكلاب من اختيار اللعبة الصحيحة بنسبة تتجاوز الثلثين، وهي نسبة أعلى بكثير من النسبة المتوقعة عشوائيًا.

أظهرت هذه النتائج أن الكلاب الموهوبة ليست فقط قادرة على حفظ أسماء العديد من الأشياء، بل يمكنها أيضًا تطبيق الكلمات المألوفة على أشياء جديدة تشترك في نفس الوظيفة.

مقارنة بين الكلاب والأطفال في تعلم الكلمات

توضح الدراسة أن الكلاب الموهوبة تظهر سلوكًا مشابهًا للأطفال في بداية تعلمهم للكلمات. فبينما يعتمد الأطفال في البداية على شكل الأشياء لتوسيع مفرداتهم، إلا أنهم يبدأون لاحقًا في استخدام الوظيفة أو الدور لتعلم كلمات جديدة.

تقول إليكا بيرجسون، الباحثة في علوم اللغة بجامعة هارفارد، أن الأطفال يعتمدون بشكل أساسي على المظهر، لكن في عمر 14 شهرًا يمكنهم استخدام الوظيفة أيضًا للتمييز بين الأشياء، مثلما فعلت الكلاب في الدراسة.

الخاتمة

تقدم الدراسة رؤية جديدة حول كيفية تعلم الكلاب للكلمات وتطبيقها على أشياء جديدة بناءً على وظائفها. يعتبر هذا البحث خطوة مهمة في فهم تطور القدرات اللغوية عبر الأنواع، وكيف يمكن أن تظهر في كائنات لا تستخدم اللغة بشكل طبيعي. تعيش الكلاب الموهوبة في بيئات عائلية وتتلقى الكلمات بشكل طبيعي، مما يجعلها نموذجًا فريدًا لدراسة تطور اللغة. يمكن لهذا الفهم أن يوفر للعلماء إمكانيات جديدة لاستكشاف كيفية تطور القدرات المتعلقة باللغة وكيفية ظهورها في الأنواع غير اللغوية.