كشفت دراسة حديثة عن دور إنزيم p97/VCP في عمليات انحلال البروتينات داخل الخلايا، وكيف يمكن أن يكون تعطيله سببًا في حدوث العديد من الأمراض التنكسية العصبية مثل الزهايمر والباركنسون. هذا الاكتشاف يفتح الباب لفهم أعمق للعمليات المرضية المتعددة التي تساهم في تدهور الصحة العصبية.
الآلية الجزيئية لتدهور البروتينات
تعتبر الخلايا الحية بمثابة مصانع صغيرة للبروتينات، حيث يتم إنتاج وتجميع ونقل وتفكيك البروتينات بشكل مستمر. إن الحفاظ على توازن هذه العمليات يعد أمرًا بالغ الأهمية، حيث أن أي خلل بسيط يمكن أن يؤدي إلى ظهور أمراض خطيرة.
لقد طورت الخلايا أنظمة معقدة للسيطرة على جودة البروتينات. أحد هذه الأنظمة هو تجميع البروتينات التي تميل إلى التكتل في نوع من الأقفاص يسمى الأجريزوم، بحيث يتم تحليلها وتفكيكها في ما يعرف علمياً بـ”الأجريافاجي”.
دور إنزيم p97/VCP في تفكيك الأجريزوم
حتى وقت قريب، كان من المعروف أن تكوين الأجريزومات قد تم دراسته بتفصيل كبير، لكن محتواها البروتيني وطرق تفكيكها لم تكن مفهومة بشكل كافٍ. أظهرت الدراسة الحديثة أن تفكيك الأجريزومات يتطلب عدة لاعبين، كان أهمهم الإنزيم الانتقائي للبروتينات p97/VCP.
أثبتت التجارب أن الأجريزومات لا تتحلل إذا تم تعطيل p97/VCP، مما يشير إلى أن الوظيفة الحاسمة لهذا الإنزيم في إزالة الأجريزومات تكمن في تفكيكها إلى مكونات أصغر.
الأمراض المرتبطة بخلل p97/VCP
تعتبر النتائج ذات أهمية بيولوجية طبية حيث أن الطفرات في إنزيم p97/VCP تسبب أمراضًا تنكسية عصبية عضلية مثل بعض أنواع الخرف ومرض التصلب الجانبي الضموري (ALS). علاوة على ذلك، يمكن أن يكون مرض باركنسون نتيجة لاضطراب عمليات التفكيك داخل الخلية.
أحد العلامات المميزة لمرض باركنسون هو وجود أجسام ليوي، وهي عبارة عن تجمعات بروتينية ضارة داخل الخلايا العصبية التي تتسبب في اضطراب عمليات الأيض في الدماغ. قد تكون هذه الأجسام أجريزومات متدهورة لم يتم تفكيكها بشكل صحيح من قبل الخلايا.
الخاتمة
تشير النتائج إلى أن الطفرات في إنزيم p97/VCP تعوق عمليات تفكيك الأجريزومات، مما قد يساهم في تشكيل أجسام ليوي وتطور الأمراض التنكسية العصبية العضلية. هذا الفهم الجديد يقدم فرصًا لدراسة العلاجات المحتملة لهذه الأمراض من خلال استهداف عمليات تفكيك البروتينات داخل الخلايا.


