العلاقة بين تدفق الدم المقيد ونمو السرطان: دراسة جديدة تسلط الضوء على المخاطر

يكشف بحث حديث نُشر في مجلة JACC-CardioOncology عن العلاقة بين تدفق الدم المقيد في الأطراف ونمو الأورام السرطانية، مما يعزز الفهم حول أهمية معالجة العوامل الأيضية والوعائية كجزء من استراتيجية شاملة لعلاج السرطان.

الإقفار وتأثيراته على نمو السرطان

الإقفار هو حالة تحدث عندما تتراكم الترسبات الدهنية مثل الكوليسترول في جدران الشرايين، مما يؤدي إلى التهاب وتجلط يعيق تدفق الدم الغني بالأكسجين. عندما يحدث ذلك في الساقين، يسبب مرض الشرايين الطرفية الذي يؤثر على ملايين الأمريكيين ويزيد من خطر الإصابة بالنوبات القلبية أو السكتات الدماغية.

أظهرت الدراسة أن تدفق الدم المقيد في الشرايين يؤدي إلى زيادة نمو الأورام السرطانية في الفئران بمعدل مضاعف مقارنة بالفئران التي لا تعاني من تدفق دم مقيد، مما يشير إلى أن الإقفار يساهم في نمو السرطان بغض النظر عن مكان حدوثه في الجسم.

الآليات المناعية وتأثيراتها على نمو الأورام

وجد فريق البحث أن تدفق الدم المقيد يسبب تحولًا نحو تجمعات الخلايا المناعية التي لا تستطيع محاربة العدوى والسرطان بكفاءة، مما يعكس التغيرات المرتبطة بالشيخوخة. تحت الظروف الطبيعية، يستجيب الجهاز المناعي للإصابات أو العدوى بزيادة الالتهاب للقضاء على التهديدات، ثم يعود للتوازن لتجنب الأضرار للأنسجة السليمة.

لكن الإقفار يعطل هذا التوازن من خلال إعادة برمجة الخلايا الجذعية في نخاع العظام لتفضيل إنتاج خلايا مناعية “نخاعية” مثل الوحيدات والعدلات التي تخفف الاستجابات المناعية، في حين يقلل من إنتاج الخلايا اللمفاوية مثل الخلايا التائية التي تساعد في شن استجابات قوية ضد الأورام.

التغييرات الجينية ودورها في تطور السرطان

أظهرت التجارب أن هذه التغيرات المناعية كانت طويلة الأمد. فالإقفار لم يغير فقط تعبير مئات الجينات، مما يحول الخلايا المناعية إلى حالة أكثر تحملًا للسرطان، بل أعاد أيضًا تنظيم هيكل الكروماتين، وهو الهيكل البروتيني الذي يتحكم في الوصول إلى الحمض النووي، مما جعل من الصعب على الخلايا المناعية تنشيط الجينات المشاركة في مكافحة السرطان.

أوضحت ألكسندرا نيومان، الباحثة الرئيسية في الدراسة، أن النتائج تكشف عن آلية مباشرة يساهم بها الإقفار في نمو السرطان، مما يفتح الباب لاستراتيجيات جديدة في الوقاية من السرطان وعلاجه، مثل الفحص المبكر للسرطان للمرضى الذين يعانون من مرض الشرايين الطرفية واستخدام العلاجات المعدلة للالتهاب لمواجهة هذه التأثيرات.

الخاتمة

تؤكد هذه الدراسة أهمية معالجة العوامل الوعائية والأيضية في إطار استراتيجيات علاج السرطان الشاملة. تشير النتائج إلى ضرورة إجراء فحوصات مبكرة للسرطان للمرضى الذين يعانون من مشاكل في تدفق الدم وإمكانات استخدام العلاجات المضادة للالتهاب كوسيلة للتخفيف من نمو الأورام. مع تقدم البحث، يأمل الفريق في تصميم دراسات سريرية لتقييم فعالية العلاجات الحالية المستهدفة للالتهاب في مواجهة التغيرات الناجمة عن الإقفار التي تحفز نمو الأورام.

Scroll to Top