العلاقة بين اضطرابات الجهاز الهضمي والتوحد لدى الأطفال

كشفت دراسة حديثة أجراها معهد MIND في جامعة كاليفورنيا ديفيس عن ارتباط وثيق بين التوحد والمشاكل الجهاز الهضمي لدى الأطفال. توصلت الدراسة إلى أن الأطفال المصابين بالتوحد يعانون من اضطرابات في الجهاز الهضمي بشكل أكبر وأكثر استمرارًا من أقرانهم من الأطفال الطبيعيين. تهدف هذه المقالة إلى تسليط الضوء على تفاصيل هذه الدراسة وأهمية معالجة هذه الاضطرابات ضمن رعاية شاملة للأطفال المصابين بالتوحد.

الدراسة وأهدافها

تم إجراء الدراسة على 475 طفلًا تتراوح أعمارهم بين 2 و12 عامًا، منهم 322 طفلًا مصابًا بالتوحد و153 من الأطفال ذوي النمو الطبيعي. أُجريت مقابلات تفصيلية مع الأهل تحت إشراف أطباء متخصصين في عدة نقاط زمنية، مما أتاح للباحثين تتبع تكرار واستمرار الأعراض الجهاز الهضمي عبر مراحل الطفولة.

أظهرت النتائج أن الأطفال المصابين بالتوحد لم يكونوا فقط أكثر عرضة للإصابة بمشاكل الجهاز الهضمي، بل كانوا أيضًا أكثر احتمالًا للإصابة بأعراض متعددة في نفس الوقت، وغالبًا ما كانت هذه الأعراض تستمر لعدة سنوات. يُبرز ذلك الحاجة إلى اهتمام أكبر من الأطباء والأسر بصحة الأطفال بشكل عام.

الأعراض وتأثيراتها الواسعة

تم تقييم تسعة أعراض شائعة للجهاز الهضمي، منها الإمساك والإسهال وآلام البطن والانتفاخ. ورغم أن المشاكل الهضمية العرضية شائعة لدى جميع الأطفال، إلا أن الدراسة أظهرت اختلافات كبيرة بين المجموعتين. كان الأطفال المصابون بالتوحد يعانون من أعراض أكثر في كل عمر تم دراسته، وكانت لديهم فرصة أكبر لظهور أعراض متعددة في الوقت نفسه، وكانت أعراضهم أكثر احتمالًا للاستمرار عبر الطفولة.

ارتبطت هذه الأعراض بشكل قوي مع تحديات صحية وسلوكية أخرى مثل صعوبات النوم، والقلق، والتهيج، والتحديات التواصلية، والحساسيات الحسية، والسلوكيات المتكررة.

أهمية معالجة مشاكل الجهاز الهضمي

رغم أنه قد تم الإبلاغ عن مشاكل الجهاز الهضمي في التوحد سابقًا، إلا أن هذه الدراسة هي أول تحليل لأعراض الجهاز الهضمي لدى الأطفال المصابين بالتوحد من الطفولة المبكرة إلى المتوسطة. يؤكد الباحثون أن العديد من أعراض الجهاز الهضمي يمكن علاجها حتى وإن لم يكن هناك تشخيص طبي واضح. يمكن أن يساعد الوعي المتزايد بين الأطباء والمعلمين والأسر في ضمان حصول الأطفال على الرعاية التي يحتاجونها.

تأمل الفريق البحثي أن تؤدي نتائجهم إلى تعاون أكبر بين أطباء الأطفال وأخصائيي الجهاز الهضمي والمتخصصين في التوحد لضمان تحسين جودة الحياة للأطفال المصابين بالتوحد.

الخاتمة

تسلط الدراسة الضوء على الأهمية البالغة للعناية بصحة الجهاز الهضمي ضمن الرعاية الشاملة للأطفال المصابين بالتوحد. إن فهمنا العميق لهذه الاضطرابات يمكن أن يسهم في تحسين الراحة الجسدية والنتائج التنموية للأطفال. من المهم أن يتعاون الجميع من أجل تحقيق بيئة صحية أفضل لهؤلاء الأطفال وتقديم الدعم اللازم لهم ولأسرهم.

Scroll to Top