في السنوات الأخيرة، أصبحت حميات الصيام المطول مشهورة بين الأفراد الذين يسعون لفقدان الوزن بسرعة. ومع ذلك، فإن تأثير هذه الحميات على الصحة على المدى الطويل لا يزال موضوعًا يحتاج إلى المزيد من البحث والدراسة. في هذا المقال، سنستعرض دراسة جديدة نشرت في مجلة “Molecular Metabolism” تسلط الضوء على تأثير الصيام المطول على الصحة.
مفهوم الصيام المطول وآليته
الصيام المطول هو نظام غذائي يمتنع فيه الأفراد عن تناول السعرات الحرارية ويكتفون بشرب الماء فقط لمدة تتجاوز أربعة أيام متتالية. يُعتقد أن هذه الطريقة تؤدي إلى فقدان سريع للوزن، مما يجعلها تجذب العديد من الأشخاص الباحثين عن حلول سريعة وفعالة للوزن الزائد.
ومع ذلك، فإن آلية عمل الصيام المطول وتأثيره على الجسم لا تزال غير مفهومة بشكل كامل، مما يستدعي إجراء المزيد من الأبحاث لفهم النتائج الصحية المحتملة لهذه الحميات.
نتائج الدراسة وتأثيرها على الصحة
قاد البروفيسور لويجي فونتانا من مركز تشارلز بيركنز فريقًا من الباحثين من أستراليا وإيطاليا والولايات المتحدة لدراسة تأثير الصيام المطول على الصحة. شملت الدراسة 20 مشاركًا (11 امرأة و9 رجال) حيث خضعوا لصيام لمدة 10 أيام تليها 5 أيام من إعادة التغذية.
أظهرت النتائج أن المشاركين فقدوا في المتوسط 7.7% من وزن الجسم وتقلص محيط الخصر بنسبة 6%. ومع ذلك، أبلغ المشاركون عن بعض الأعراض الجانبية مثل الصداع والأرق وانخفاض ضغط الدم.
التأثيرات الالتهابية للصيام المطول
كان الهدف الأساسي للدراسة هو اختبار فرضية أن الصيام المطول سيقلل من الالتهابات في الجسم. ولكن النتائج جاءت بعكس التوقعات، حيث وجد الباحثون أن الصيام المطول يزيد من الضغوط على الجسم ويرفع من مستوى البروتينات الالتهابية في الدم.
هذا الاكتشاف يشير إلى أن الصيام المطول قد يزيد من مخاطر المشكلات الصحية لدى الأشخاص الذين يعانون من حالات القلب والأوعية الدموية القائمة.
فوائد محتملة للصيام المطول على صحة الدماغ
على الرغم من النتائج السلبية المتعلقة بالالتهابات، أشارت الدراسة إلى انخفاض في مستويات البروتينات المرتبطة بتطور مرض الزهايمر. هذا يشير إلى أن الصيام المطول قد يوفر فوائد وقائية للأعصاب، على الرغم من أن الأدلة الحالية غير حاسمة وتحتاج إلى المزيد من البحث لتأكيد أي تأثيرات طويلة الأمد على صحة الدماغ.
الخاتمة
بينما يوفر الصيام المطول نتائج سريعة في فقدان الوزن، إلا أنه يأتي مع مخاطر صحية محتملة. يجب على الأشخاص الذين يعانون من حالات صحية قائمة، خاصة تلك المتعلقة بالقلب والأوعية الدموية، استشارة الطبيب قبل الشروع في مثل هذه الأنظمة الغذائية. تظل الحاجة إلى المزيد من الأبحاث لفهم التأثيرات طويلة الأمد للصيام المطول على صحة الإنسان ملحة.
