التوقيع العصبي المشترك للأشكال الجينية للتوحد: اكتشاف جديد

أظهرت الأبحاث الحديثة من كلية الطب بجامعة مينيسوتا أن الأشكال الجينية المختلفة للتوحد قد تؤدي إلى أنماط مماثلة في نشاط الدماغ والسلوك. يكشف هذا الاكتشاف عن توقيع عصبي مشترك محتمل على الرغم من الأصول الجينية المختلفة، مما يفتح آفاقًا جديدة للأبحاث المستهدفة في فهم التوحد.

التوقيع العصبي المشترك

استطاع فريق البحث من خلال استخدام تقنيات تسجيل الدماغ أن يلاحظوا أنماطًا عصبية مشتركة بين النماذج المختلفة للتوحد. على الرغم من الفروق الجينية، أظهرت النماذج المختلفة نمطًا فريدًا من نشاط الدماغ يُعرف بالتوقيع العصبي. هذا الاكتشاف يدعم الفرضية بأن هناك جوانب مشتركة في الاستجابة العصبية بين الأشكال الجينية المتنوعة للتوحد.

يعتمد البحث على نماذج ما قبل السريرية التي تمت فيها دراسة تأثير الطفرات الجينية المرتبطة بالتوحد على كيفية تحديث التوقعات أثناء اتخاذ القرارات. أظهرت النتائج أن هذه النماذج تعتمد بشكل أكبر على مناطق الدماغ الأمامية وأقل على المدخلات الحسية، مما يعوق قدرتها على التمييز بين المحفزات المتوقعة وغير المتوقعة.

اختلافات في معالجة الحواس

أظهرت النماذج المصابة بالتوحد صعوبة في تحديث توقعاتها بناءً على المعلومات الجديدة، وهو ما يُعرف بالعجز في المرونة الحسية. على عكس النماذج العادية التي تمكنت من تعديل توقعاتها بمرونة أكبر، اعتمدت النماذج المتوحدة بشكل أكبر على المناطق الأمامية من الدماغ وأقل على المناطق الحسية.

نتيجة لذلك، ركزت أدمغتهم بشكل أكبر على الفروق في التوقعات طويلة الأمد، بينما واجهت أنظمتها الحسية صعوبة في التفريق بين المحفزات الحسية المتوقعة وغير المتوقعة. هذه النتائج توفر رؤية جديدة حول كيفية تأثير الطفرات الجينية على السلوكيات المميزة للتوحد.

الهيمنة الأمامية في اتخاذ القرار

أظهرت الدراسة أن النماذج المصابة بالتوحد اعتمدت بشكل أكبر على المناطق الأمامية من الدماغ أثناء اتخاذ القرارات، مما يشير إلى دور محوري لهذه المناطق في التغيرات السلوكية المرتبطة بالتوحد. تعد هذه النتيجة خطوة مهمة نحو فهم الآليات العصبية التي تربط التغيرات الجينية بالسلوكيات في التوحد.

يُظهر البحث أن هناك علاقة بين التغيرات في الوزن العصبي للمعلومات الحسية ونشاط المناطق الأمامية، مما قد يكون له تأثير كبير على كيفية معالجة الأفراد المصابين بالتوحد للمعلومات الحسية واتخاذ القرارات.

الخاتمة

يقدم هذا البحث رؤى جديدة حول كيفية تأثير الأشكال الجينية المختلفة للتوحد على نشاط الدماغ والسلوك، مما يفتح الباب أمام أبحاث مستهدفة لفهم التغيرات العصبية التي ترافق التوحد. يعزز الاكتشاف من الفهم الحالي للتوقيعات العصبية المشتركة ويوفر أساسًا لدراسات مستقبلية تهدف إلى تحسين التدخلات العلاجية للأفراد المصابين بالتوحد.

Scroll to Top