تشير الأبحاث الجديدة من جامعة فيرجينيا إلى أن التجارب الخارجة عن الجسد، أو ما يعرف بـ OBEs، يمكن أن تكون آلية مواجهة يُحفزها التعرض للصدمة، بدلاً من كونها أعراضًا لمرض نفسي. تستند هذه النتائج إلى بيانات تم جمعها من أكثر من 500 فرد، حيث أفاد الأفراد الذين مروا بتجارب خارجة عن الجسد بمعدلات أعلى من حالات الصحة النفسية، ولكنهم وصفوا أيضًا فوائد دائمة من تجاربهم.
التجارب الخارجة عن الجسد: مفهوم وآلية
التجارب الخارجة عن الجسد تتمثل في شعور الأفراد بأنهم منفصلون عن أجسادهم المادية، وغالبًا ما تُعتبر هذه الظاهرة علامة على الاضطرابات النفسية. ومع ذلك، يقترح الباحثون أن هذه التجارب قد تمثل استجابة لاشعورية من الأفراد لمحاولة الابتعاد عن الحزن أو الصدمة أو أي واقع مؤلم آخر.
تظهر الدراسة أن 74% من الأفراد الذين خاضوا هذه التجارب وُصفوا بتجاربهم بأنها تلقائية، في حين أفاد 9% أنهم كانوا تحت تأثير مركبات نفسية، وقال 8.2% إن التجارب كانت نتيجة التأمل أو التصور الذاتي.
فوائد التجارب الخارجة عن الجسد
على الرغم من ارتباطها بحالات الصحة النفسية، إلا أن العديد من الأفراد الذين مروا بتجارب خارجة عن الجسد وصفوها بأنها مفيدة. وجد الباحثون أن 55% من المشاركين قالوا إن حياتهم تغيرت بشكل إيجابي بعد هذه التجارب، بينما أكد 71% أنها كانت ذات فائدة دائمة لهم.
علاوة على ذلك، أشار 40% من المشاركين إلى أن التجربة كانت من أعظم الأشياء التي حدثت لهم، وأفادوا بأنهم أقل خوفًا من الموت وأكثر انسجامًا مع السلام الداخلي، وأكثر انفتاحًا على أفكار جديدة حول طبيعة الوجود.
الصدمة النفسية والتجارب الخارجة عن الجسد
تؤكد الدراسة أن التجارب الخارجة عن الجسد قد تكون استجابة انشقاقية للضغط العاطفي أو الألم، خاصة في حالات الصدمة التي يتعرض لها الأفراد في مراحل الطفولة. هذه الظاهرة يمكن أن تكون وسيلة للتعامل مع تجارب مؤلمة أو مواقف صعبة.
وجدت الدراسة مستويات عالية من الصدمة النفسية في مجموعة الأفراد الذين مروا بتجارب خارجة عن الجسد، مما يدعم فكرة أن هذه الظاهرة يمكن أن تكون استجابة للتوتر العاطفي أو الألم النفسي الكبير.
الخاتمة
تشير النتائج إلى ضرورة إعادة النظر في كيفية تعامل الأطباء النفسيين مع ظاهرة التجارب الخارجة عن الجسد. إذا تم فهم هذه التجارب ليس كأعراض مرضية ولكن كآليات مواجهة، فقد يؤدي ذلك إلى تغييرات مهمة في الممارسات السريرية وفهم المجتمع لهذه الظاهرة. في النهاية، يأمل الباحثون في تقليل الوصمة المحيطة بهذا الموضوع وتشجيع الأفراد على البحث عن المساعدة وبناء مجتمع داعم وقوي بين المجربين.