اكتشاف طفرة جينية نادرة تحمي من مرض الزهايمر

في دراسة جديدة أجرتها جامعة وايل كورنيل، تم اكتشاف طفرة جينية نادرة تُعرف باسم طفرة كرايستشرش (APOE3-R136S)، التي توفر حماية ضد مرض الزهايمر عن طريق تثبيط الإشارات الالتهابية في خلايا الدماغ المناعية. هذا الاكتشاف يفتح آفاقًا جديدة لفهم كيفية تطور الأمراض التنكسية العصبية وإمكانية تطوير علاجات جديدة.

آلية عمل طفرة كرايستشرش

تعمل طفرة كرايستشرش على تثبيط مسار إشارات cGAS-STING، وهو مسار مناعي فطري يُفعل بشكل غير طبيعي في مرض الزهايمر والأمراض التنكسية الأخرى. ويُعتبر هذا المسار جزءًا من النظام المناعي الفطري الذي يتعرف على الحمض النووي الغريب في الخلايا ويبدأ استجابة مناعية.

في الدراسة، قام الباحثون بتعديل الفئران جينيًا لتحمل هذه الطفرة، ووجدوا أن هذه الفئران أظهرت تراكمًا أقل للبروتين تاو وأضرارًا أقل في نقاط الاشتباك العصبي واختلالات أقل في وظائف الدماغ، وذلك بالرغم من احتوائها على مستويات عالية من الأميلويد.

العلاجات الواعدة

أظهرت الدراسة أن استهداف مسار cGAS-STING باستخدام مثبطات شبيهة بالعقاقير قد يُحاكي التأثيرات الوقائية للطفرة، مما يوفر طريقًا جديدًا لعلاج مرض الزهايمر. وبهذا، يمكن للأدوية المستقبلية التي تستهدف هذا المسار أن تقدم حماية مشابهة لتلك التي توفرها الطفرة.

دور الالتهاب في مرض الزهايمر

تشير الأدلة المتزايدة إلى أن الالتهاب، وليس فقط الأميلويد، يلعب دورًا رئيسيًا في تطور مرض الزهايمر. تعتبر الطفرة كرايستشرش دليلًا مهمًا على أن التهابات الدماغ يمكن أن تكون هدفًا علاجيًا مهمًا في التعامل مع الأمراض التنكسية.

الأبحاث الحالية تُظهر أن تقليل النشاط الالتهابي في خلايا الدماغ المناعية يمكن أن يحمي الدماغ من التأثيرات الضارة لبروتين تاو، وهو أحد العوامل الرئيسية المرتبطة بالتدهور المعرفي في مرض الزهايمر.

الخاتمة

تقدم طفرة كرايستشرش بصيص أمل لفهم أفضل لمرض الزهايمر وتطوير استراتيجيات علاجية جديدة. ومع أن هذه الطفرة نادرة ولا يمكن تعديلها مباشرة في البشر، إلا أن استهداف المسار المناعي الذي تؤثر عليه قد يوفر طرقًا علاجية جديدة وفعالة لعلاج الزهايمر وربما أمراض تنكسية أخرى. وتواصل الأبحاث في هذا المجال تقديم رؤى جديدة حول كيفية التعامل مع الأمراض العصبية المعقدة.

Scroll to Top