اكتشاف إشارات الدماغ المرتبطة بإطفاء ذكريات الخوف لدى البشر

في إنجاز علمي جديد، تمكن العلماء لأول مرة من تحديد إشارات الدماغ المرتبطة بإطفاء ذكريات الخوف لدى البشر. باستخدام أقطاب كهربائية مزروعة وتحليل التشابه التمثيلي المتقدم، أظهر الباحثون أن نشاط الثيتا في اللوزة الدماغية يزداد عندما يتم إعادة تعلم الإشارات غير المريحة سابقًا على أنها آمنة.

فهم إشارات الدماغ

تُعتبر اللوزة الدماغية جزءًا أساسيًا في معالجة الحالات العاطفية، وهي معروفة بدورها في تكوين وتخزين ذكريات الخوف. في الدراسة الحديثة، لوحظ أن النشاط الثيتا، وهو نوع من الإشارات التذبذبية الصادرة عن النشاط الكهربائي للدماغ، يزداد أثناء عملية إطفاء التعلم، مما يشير إلى وجود إشارة للأمان بدلاً من التهديد.

هذا الاكتشاف له أهمية كبيرة، حيث يفتح الأفق أمام تطوير علاجات جديدة تستهدف الاضطرابات المتعلقة بالخوف مثل اضطراب ما بعد الصدمة والقلق. من خلال فهم كيفية تكوين ذكريات الإطفاء واسترجاعها، يمكن للأطباء تحسين طرق العلاج وزيادة فعاليتها.

التعلم السياقي وتأثيراته

أحد الجوانب المثيرة للاهتمام في هذه الدراسة هو الاعتماد الكبير لذكريات الإطفاء على السياق الذي تم تكوينها فيه. بمعنى آخر، تكون هذه الذكريات مرتبطة بشدة بالبيئة العلاجية، مما يفسر عودة الخوف بمجرد انتهاء العلاج وخروج المرضى من السياق الآمن.

هذا التبعية للسياق تجعل من الضروري تصميم استراتيجيات علاجية تأخذ في اعتبارها كيفية تعزيز استرجاع ذكريات الأمان في سياقات مختلفة، مما يقلل من احتمالية عودة الذكريات المخيفة.

تجارب على البشر

شاركت في الدراسة 49 مريضًا بالصرع الذين تم زرع أقطاب كهربائية في مناطق الدماغ المتعلقة بذكريات الخوف وإطفاء هذه الذكريات. خلال التجربة، تم عرض سلسلة من الصور المحايدة على المرضى وربط بعضهم بمحفزات غير مريحة مثل الصوت، بينما تم تسجيل نشاط الدماغ.

لاحقًا، تم تكرار العملية ولكن دون ربط الصور بالمحفزات السلبية، بهدف تعزيز إطفاء الذكريات غير المريحة. أظهرت النتائج زيادة في النشاط الثيتا في اللوزة أثناء التعلم الإطفائي، مما يشير إلى وجود إشارة للأمان.

الخاتمة

تقدم هذه الدراسة رؤى جديدة حول الآليات العصبية المتعلقة بإطفاء ذكريات الخوف، وتفتح الباب أمام تطوير تدخلات علاجية أكثر فعالية للمرضى الذين يعانون من اضطرابات القلق واضطراب ما بعد الصدمة. من خلال التركيز على دور اللوزة ونشاط الثيتا، يمكن تحسين فهمنا لكيفية معالجة الذكريات العاطفية والتعامل معها بشكل أفضل.