تشير دراسة حديثة إلى أن التنوع الجيني في الهند قد تشكل عبر مزيج معقد من الهجرات القديمة والاختلاط الوراثي والهياكل الاجتماعية. هذه الدراسة، التي أجريت في جامعة كاليفورنيا، بيركلي، توفر رؤى جديدة حول كيفية تأثير الأسلاف القدامى والجغرافيا واللغة والممارسات الاجتماعية على التنوع الجيني في الهند.
أهمية الدراسة وفوائدها
يعتبر فهم التاريخ الجيني للهند أمرًا بالغ الأهمية، حيث يمكن أن يوفر رؤى مهمة حول أصول التنوع الوظيفي ويساعد في تطوير استراتيجيات صحية دقيقة. الدراسة استخدمت بيانات من دراسة شيخوخة متطاولة في الهند، وتقييم تشخيص الخرف، وقامت بتوليد تسلسلات الجينوم الكاملة لعدد من الأفراد الهنود بلغ 2,762 شخصًا.
إحدى الأهداف الرئيسية للدراسة كانت فهم كيفية تأثير تاريخ السكان المعقد في الهند على التنوع الجيني المرتبط بالأمراض. فالكثير من المجموعات الفرعية في الهند لديها مخاطر متزايدة للإصابة بالاضطرابات الجينية المتنحية بسبب العزل التاريخي والزواج داخل المجتمعات.
الهجرات القديمة والاختلاط الوراثي
أظهرت الدراسة أن معظم الهنود يستمدون أنسابهم من ثلاث مجموعات أسلاف رئيسية: المزارعين الإيرانيين من العصر الحجري الحديث، والرعاة من السهول الأوراسية، والصيادين-الجامعين من جنوب آسيا. هذا التنوع الوراثي يعكس التفاعلات المعقدة بين الهجرات القديمة والاختلاط الوراثي الذي ساهم في تشكيل الجينات الحالية.
التنوع اللغوي في الهند غالبًا ما يسير جنبًا إلى جنب مع التنوع الجيني، حيث تم تشكيله بواسطة الهجرات القديمة والممارسات الاجتماعية. وهذا التنوع يساهم في منع التفسيرات المتحيزة للأنماط الجينية وكشف التنوع الوظيفي المتعلق بجميع المجتمعات الرئيسية.
تأثير الأسلاف البدائيين
ركزت الدراسة أيضًا على تأثير الأسلاف البدائيين، وتحديدًا إنسان نياندرتال والدينيسوفان، على قابلية الإصابة بالأمراض. بعض الجينات الموروثة من هذه المجموعات البدائية لها تأثير على وظائف الجهاز المناعي.
أحد الاكتشافات البارزة وغير المتوقعة هو أن الهند تحتضن أعلى تنوع في سلالة إنسان نياندرتال بين غير الأفارقة. تمكن الباحثون من إعادة بناء حوالي 50% من جينوم إنسان نياندرتال و20% من جينوم الدينيسوفان من الأفراد الهنود، وهو أكثر من أي دراسة سابقة تتعلق بالأسلاف البدائيين.
القيود والتحديات المستقبلية
أحد القيود التي واجهتها الدراسة هو توافر الحمض النووي القديم المحدود من جنوب ووسط آسيا. ومع توفر المزيد من الجينومات القديمة، سيتمكن الباحثون من تحسين هذا العمل وتحديد مصدر الأنساب المرتبطة بالمزارعين الإيرانيين من العصر الحجري الحديث والرعاة من السهول في الهنود المعاصرين.
خطط الباحثون لمواصلة دراسة مجموعة LASI-DAD لتمكين نظرة أقرب إلى مصدر التكيفات الجينية والمتغيرات المرضية عبر الهند.
الخاتمة
تقدم الدراسة فهماً أعمق للتاريخ الجيني المعقد للهند وتأثيره على التنوع الجيني الحالي. من خلال تحليل الهجرات القديمة والاختلاط الوراثي وتأثير الأسلاف البدائيين، توفر الدراسة رؤى قيمة حول التنوع الوظيفي والتكيفات الجينية التي يمكن أن تؤثر على الصحة. هذه المعرفة يمكن أن توجه البحث المستقبلي وتطوير استراتيجيات صحية دقيقة لتحسين الرعاية الصحية في الهند.