شهد مجال أبحاث السرطان تطورًا مذهلاً بفضل أداة جديدة تعتمد على الذكاء الاصطناعي تعرف باسم AAnet. تم تطوير هذه الأداة لتحليل التنوع الجيني داخل الأورام، وهو ما يُعرف أيضًا بالتغاير الخلوي، والذي يعد تحديًا كبيرًا في علاج السرطان. نُشرت نتائج تطوير واستخدام هذه الأداة في مجلة Cancer Discovery، مما يفتح آفاقًا جديدة في مجال العلاج الموجه للسرطان.
التغاير الخلوي: التحدي الأكبر في علاج السرطان
يتكون الورم السرطاني من أنواع مختلفة من الخلايا التي تتفاعل مع العلاج بطرق متباينة. هذا التنوع يعقّد عملية العلاج ويؤدي إلى نتائج أسوأ، خاصة في حالات سرطان الثدي الثلاثي السلبية. وفقًا للأستاذة المشاركة كريستين شافر، فإن التغاير يمثل مشكلة لأن العلاجات الحالية تتعامل مع الأورام كما لو كانت مكونة من نوع واحد من الخلايا، مما قد يؤدي إلى عودة السرطان بعد فترة من العلاج.
معرفة كيفية تصنيف الخلايا السرطانية وتحديد الفروق بينها يعد أمرًا حيويًا لنجاح العلاج. لكن حتى الآن، لم يتمكن الباحثون من تفسير هذه التباينات بشكل واضح، وهو ما تسعى أداة AAnet لتحقيقه.
أداة AAnet: تصنيف جديد للخلايا السرطانية
لتجاوز هذه التحديات، قامت مجموعة من الباحثين بتطوير أداة AAnet، وهي أداة ذكاء اصطناعي قادرة على اكتشاف الأنماط البيولوجية في الخلايا السرطانية. استخدمت هذه الأداة لتحليل نماذج قبل سريرية من سرطان الثدي الثلاثي السلبية وعينات بشرية من سرطانات الثدي ER الإيجابية وHER2 الإيجابية.
من خلال هذا التحليل، تمكن الباحثون من تحديد خمس مجموعات جديدة من الخلايا السرطانية داخل الورم، كل منها يتميز بأنماط تعبير جيني مختلفة تُظهر اختلافات كبيرة في سلوك الخلايا. هذه المجموعات تعرف باسم “الأركيتايب”، وتمثل تقدماً كبيراً في فهم التغاير الخلوي.
تحسين العلاج الموجه للسرطان باستخدام AAnet
تفتح أداة AAnet الباب أمام تحول جذري في كيفية علاج السرطان. في السابق، كان اختيار العلاج يعتمد على موقع الورم في الجسم وبعض العلامات الجزيئية. أما الآن، فيمكن استخدام AAnet لفهم التنوع البيولوجي داخل ورم المريض بشكل دقيق، مما يساعد في تصميم علاجات مركبة تستهدف كل مجموعة خلايا بشكل فعال.
هذا التوجه الجديد يمكن أن يُحسن بشكل كبير من نتائج العلاج، حيث يمكن للأطباء الآن دمج التحليل الذي تقدمه AAnet مع التشخيصات التقليدية لتطوير علاجات شخصية تستهدف جميع أنواع الخلايا داخل الورم.
الخاتمة
يمثل تطوير أداة AAnet خطوة هامة في مجال أبحاث السرطان، حيث تتيح الأداة فهمًا أعمق للتغاير الخلوي داخل الأورام وبالتالي تحسين تصميم العلاجات الموجهة. بفضل AAnet، يمكن للباحثين الآن تصنيف الخلايا السرطانية واستهدافها بطرق أكثر دقة وفعالية، مما يفتح آفاقًا جديدة لتحسين الرعاية الصحية للمرضى.