تطورات جديدة في علاج الأمراض الجينية باستخدام النانوتكنولوجيا

في تطور علمي بارز، استطاع فريق من العلماء بقيادة غوراف ساهاي من كلية الصيدلة بجامعة ولاية أوريغون، بالتعاون مع جامعة أوريغون للصحة والعلوم وجامعة هلسنكي، اكتشاف نوع جديد من النانوجزيئات التي يمكنها نقل الحمض النووي الريبي المرسال وأدوات تعديل الجينات بأمان وفعالية إلى خلايا الرئة.

أهمية الاكتشاف

يعد هذا الاكتشاف خطوة كبيرة نحو تحسين العلاجات الجينية للأمراض التي تصيب الرئة، مثل السرطان والتليف الكيسي. إذ أن التليف الكيسي، على سبيل المثال، هو حالة مرضية ناتجة عن جين معيب واحد، ويؤدي إلى مشاكل في وظائف الرئة.

في الدراسات التي أجريت على الفئران، نجح العلاج الجديد في إبطاء نمو سرطان الرئة وتحسين وظائف الرئة التي كانت محدودة بسبب التليف الكيسي. هذا يعزز الأمل في إمكانية تطوير علاجات أكثر فعالية في المستقبل.

التكنولوجيا المستخدمة

قام الباحثون بتطوير استراتيجية كيميائية لبناء مكتبة واسعة من الدهون المستهدفة للرئة المستخدمة في النواقل النانوية. هذه المواد تشكل الأساس لنظام توصيل الأدوية الجديد ويمكن تخصيصها للوصول إلى أعضاء مختلفة في الجسم.

يقول ساهاي: “تجعل طريقة التخليق المبسطة من السهل تصميم علاجات مستقبلية لمجموعة واسعة من الأمراض. هذه النتائج تظهر قوة التوصيل المستهدف للأدوية الجينية. لقد تمكنا من تنشيط الجهاز المناعي لمحاربة السرطان واستعادة الوظيفة في مرض رئة جيني، دون آثار جانبية ضارة.”

أبحاث وتعاونات متعددة

شارك في هذه الأبحاث فريق متنوع من العلماء من عدة مؤسسات. شارك في تأليف المقال المنشور في مجلة Nature Communications كل من كي يو فلاسوفا، دي كي ساهايل، نامراتا توروفيكير فيتالا مورثي، ميلان غوتام، وأنتوني جوزيك من جامعة ولاية أوريغون، بالإضافة إلى علماء من جامعة أوريغون للصحة والعلوم وجامعة هلسنكي.

أما الدراسة الأخرى فقد تعاون فيها كل من مورثي، جوناس رينر، ميلان غوتام، إميلي بودي، وأنتوني جوزيك مع ساهاي. وقد تمت هذه الأبحاث بتمويل من مؤسسة التليف الكيسي، والمعهد الوطني للسرطان، والمعهد الوطني للقلب والرئة والدم.

الخاتمة

تشير هذه الدراسات إلى إمكانية تطوير علاجات أكثر أمانًا وفعالية من خلال توصيل الأدوات الجينية الصحيحة إلى المكان الصحيح في الجسم. يُظهر هذا التقدم العلمي كيف يمكن للنانوتكنولوجيا أن تحدث ثورة في العلاجات الجينية وتحسين حياة الملايين من المرضى حول العالم. مع التقدم المستمر في هذا المجال، يظل الأمل كبيرًا في تحقيق إنجازات أخرى تدعم الأهداف طويلة الأمد لتحسين الصحة العامة.

Scroll to Top